وطن الإعلامية – السبت 17-8-2024م:
فاجأت الحكومة السودانية المجتمع الدولي ومنظمات الأمم المتحدة بقرارها فتح معبر أدرى الواقع بين الحدود الشادية لمدة ثلاثة أشهر، والذي يعد منفذاً مهما لتشوين مليشيا الدعم السريع المتمردة.
أهمية المعبر
وتردد اسم مدينة أدرى في الحدود بين السودان وتشاد في الفضاء الاعلامي بشكل لافت، لكونه أصبح عنصراً من عناصر الصراعات حول القضايا الإنسانية بين الحكومة السودانية وامريكا ودول الغرب.
معبر أدري هو أحد ثلاث معابر مهمة على الحدود الممتدة على طول أكثر من 1400 كم بين السودان وتشاد، من نقطة الالتقاء مع حدود ليبيا شمالا إلى افريقيا الوسطى جنوبا.
سمي المعبر على مدينة أدري التشادية التي ترتبط بحدود مع ولاية غرب دارفور وعاصمتها الجنينة.
شكوك الراي العام السوداني
وأثارت مطالبات الولايات المتحدة الأمريكية بفتح المعبر شكوكا في الرأي العام السوداني الداخلي، بالرغم من أن هناك معابر اخري حدودية مفتوحة مع مصر وجنوب السودان وأفريقيا الوسطى وإثيوبيا فضلا عن المطارات السودانية الجاهزة لاستقبال العون الإنساني.
ورغم تحفظاتها على هذا الأمر مما أحدث ردود أفعال محلية وعالمية وإقليمية عديدة ومتباينة واسعة.
ترحيب أممي بالقرار
الأمم المتحدة رحبت بقرار السلطات السودانية فتح معبر “أدري” الحدودي بين تشاد والسودان. معتبرة هذا المعبر حيويًا لتوسيع نطاق المساعدات الإنسانية في 14 منطقة تواجه خطر المجاعة في ولايات دارفور وكردفان والخرطوم والجزيرة حسب قولها. وأوضحت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي أن هناك قافلتين تحملان 6000 طن من المواد الغذائية تستعدان للتحرك لدعم نصف مليون شخص.
ترحيب دولي وأمريكي بقرار سوداني
المبعوث الأميركي الخاص للسودان بارك القرار، وقالت سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة، ليندا توماس، إنها ترحب بإعلان مجلس السيادة السوداني الذي طال انتظاره بشأن فتح معبر أدري الحدودي أمام المساعدات الإنسانية لمدة ثلاثة أشهر.
وأضافت أن المعبر يجب أن يظل مفتوحًا بشكل دائم، حيث يواجه ما يقرب من 26 مليون شخص في السودان خطر الجوع الحاد، مع تفشّي المجاعة في أجزاء من شمال دارفور والخرطوم، وفقا للخارجية الأميركية وبرنامج الأغذية العالمي.
فيما أعلنت قطر والسعودية ومصر والوكالة الامريكية للتنمية الدولية ترحيبها بقرار فتح معبر “أدري” لإيصال مساعدات الفاشر للسودان.
ورحبت الوفود المشاركة في جنيف بقرار القوات المسلحة السودانية فتح معبر أدري الحدودي – واعتبرتها خطوة مهمة لإنقاذ الأرواح ومنع انتشار المجاعة، وقالت وفود امريكا والإمارات وسويسرا والسعودية وبريطانيا في بيان مشترك (نتطلع إلى عبور القوافل الأولى في الأيام المقبلة. ندعو قوات الدعم السريع إلى اتخاذ خطوات فورية لضمان توفير الحماية لدخول مجموعات الإغاثة عبر حدود أدري، وتسهيل نقلهم للمساعدات الإنسانية دون قيود، وتمكين عملياتهم بشكل مستقل عن الجهات المسلحة والسياسية.
وأضافت (يتعين علينا جميعاً أن نتخذ خطوات عاجلة لنقل المساعدات الإنسانية إلى دارفور وعبر كافة الأراضي السودانية مع توفير ممر آمن ودون عوائق إلى المحتاجين، بغض النظر عن الطرف الذي يسيطر على الأراضي. إن توسيع نطاق المساعدات الإنسانية يمثل أولوية قصوى بالنسبة لأعضاء المجتمع الدولي المجتمعين في سويسرا. ويتوافق تسهيل وصول المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين مع التزامات الأطراف بموجب إعلان جدة).
الصحفية أسماء الحسيني، مدير تحرير صحيفة الأهرام، أوضحت أن فتح معبر أدري لاقى إشادات واسعة واعتبروه خطوة متقدمة
تشكيك نوايا
بالمقابل أعتبر رئيس حركة العدل والمساواة ووزير المالية الاتحادية د. جبريل ابراهيم.. إصرار الغرب على فتح معبر أدري الحدودي مع تشاد الذي تتحكم فيه المليشيا من الجانب السوداني ليس له تفسير غير ان الغرب يريد إمداد المليشيا بكل لوازمها اللوجستية تحت غطاء الإغاثة.
وطالب جبريل الدول الغرببة الضغط على المليشيا للكف عن عرقلة ونهب قوافل الإغاثة لأنها السبب في تجويع المواطنين .
ضربة سياسية
ويري مراقبون قرار فتح المعبر ضربة معلم سياسية ذكية خلطت حسابات الدول والمنظمات سدت به ذرائع دعاوي المجاعة والتدخلات الأجنبية خصوصاً وأن منظمات الأمم المتحدة ووكالاتها عجزت عن توفير أقل الحاجيات الإنسانية في معسكر أدرى للاجئين السودانيين لسبب ضعف التمويل..