وطن الإعلامية – السبت 17-8-2024م:
الصحفي محمد لطيف : ( أنا بفتكر الآن أكتر جهة محرضة ومحفزة الدعم السريع على الاستمرار في الحرب، وعلى ارتكاب الانتهاكات، وعلى التضييق على الشعب السوداني، هو الجيش ومن يشايعون الجيش ومن يصرون على استمرار الحرب )
لكي يكون محمد لطيف صادقاً فيما قاله :
يجب أن يكون أحق الناس بتهمة تحريض الميليشيا وتحفيزها على ( التضييق على الشعب السوداني ) هم أكثر الناس رصداً لهذا التضييق، وفضحاً له، وعدم تستر عليه، وإدانةً له، وتأكيداً على ضرورة المحاسبة عليه، ومطالبةً للشعب بالوقوف ضد الميليشيا بسببه، وأكثرهم عملاً لمنعه، وحمايةً للمناطق الآمنة منه، وعملاً لتخليص المناطق المستباحة منه، على أن يبرأ من الاتهام بالتحريض الذين يفعلون العكس !
يجب أن يكون الجيش وداعميه – لا محمد لطيف وبقية مشايعي الميليشيا – هم الذين يحاولون تخفيف العبء الأخلاقي على الميليشيا، ويحولون “الإدانة الأساسية” من الميليشيا – التي تقوم بالتضييق على الشعب السوداني باعتراف محمد لطيف – إلى طرف آخر !
يجب أن يكون الجيش وداعميه، لا محمد لطيف ومن معه، هم الذين يؤيدون الميليشيا ويحرضونها على الاستمرار في تبني الفكرة الابتزازية الصفيقة التي ملخصها : اعلموا، أيها المدنيين، أننا لن ننفذ الاتفاق الذي فرض علينا وقف الحرب عليكم بلا مقابل سوى الالتزام بحصانتكم التي يكفلها القانون الدولي الانساني، واعلموا أننا سنستمر في التضييق عليكم، طالما لم توافق الحكومة على أحد أهم شروطنا، وهو أن نعيد التفاوض بخصوص ما اتفقنا عليه حتى لا يكون التنفيذ مجانياً، وحتى نحصل على المقابل “للانتصارات” التي حققناها في الحرب عليكم . وإلى أن يحدث ذلك ستكون الحكومة هي المدانة “بتحريضنا” على الحرب عليكم !
ويجب أن يكون الجيش وداعميه، لا محمد لطيف ومن معه، هم الذين “يحرضون” الميليشيا على الاستمرار في احتلال البيوت، ويمنحونها العذر لاحتلال بيوت جديدة متى ما تمكنت من ذلك، ويمنحونها الحق في الإقامة الهادئة بلا إزعاج بمطالبات إخلاء طوعي حسب الاتفاق أو بمحاولات إخراج قسري !
ويجب أن يكون الجيش وداعميه، لا محمد لطيف وجماعته، هم الذين يحرضون الميليشيا على استجلاب المزيد من المرتزقة واستخدامهم في التضييق على الشعب السوداني، بصمتهم المتواطيء، وبتجنب الحديث تماماً عن أي دور للمرتزقة في التضييق على الشعب السوداني, وبتجنب الحديث عن المنهوبات التي ينقلونها إلى دولهم !
ويجب أن يكون الجيش ومناصريه هم الذين “يحرضون” الإمارات على الاستمرار في دعم حرب الميليشيا على المدنيين وعلى الجيش، بصمتهم المتواطيء، وبحديثهم عن عدم غرابة تدخلها، وبرفضهم لإدانتها، وبوصفهم للإدانات بـ ( الخطاب العاطفي ) !
ويجب أن يكون الجيش وداعميه هم الذين استحقوا رضا الميليشيا ومكافآتها السياسية وغيرها، مقابل خدمات التحريض، وشرعنة الابتزاز ، والتقليل مما يحدث من تضييق، وتحويل الإدانات، ومجاملة شركاء الميليشيا من المرتزقة والداعمين !