وطن الإعلامية – الجمعة 30-8-2024م:
من خلال تصفحي لمنهج الصف الثاني للمرحلة الابتدائية ربما نتاج الصدفة لمحت في الصفحة رقم 59 عنوانا لاحدى الدروس باسم (نعم للسلام لا للحرب) وهو المنهج الذي اعدته حكومة حمدوك وفق رؤى عراب مناهجها الجمهوري المستتاب القراي .. وللوهلة الاولي يجذبك عنوان الدرس البراق ولكن عندما تجد عبارات النظام البائد الذي ازاحته ثورة ديسمبر قد اشعل الحروب في النيل الازرق وكردفان ودارفور وقتل المواطنين وشردهم وحرمهم حقهم في التعليم فتركوا مزارعهم وقراهم ومن ثم يمجد نص القطعة النثرية ثورة ديسمبر بانها من جلبت السلام لتلك المناطق ففرح اهلها وكانت السنابل بدلا عن القنابل ويختم المؤلف حديثه بنعم للسلام لا للحرب …
وهنا تستوقفنا عدة تساؤلات واستفهامات .. اولها كيف سمحت حكومة السيادي بتدريس مثل هذا المنهج للطلاب حتى هذه اللحظة وفيه ما يرسخ للكراهية والعنصرية ويغبش الحقائق ويتهم حكومة سودانية سابقة بانها انتهكت حق مواطنها دون الاشارة الي من كان السبب الحقيقي في تلك الحروب .. وكيف توضع تصفيات الحسابات السياسية في مناهج الطلاب لتزرع في نفوسهم غبائن ضد احزاب سياسية اخرى او جماعات فكرية مناوئه للحرية والتغيير التي حكمت السودان دون ان يفوضها الشعب او تاتي بها صناديق الاقتراح .. فتسيس المناهج الدراسية وانتزاع القيم الاخلاقية منها بتوجيه دروسها لتحقيق كسب سياسي يجب الا يجد مكانا له وسط كتب الطلاب التي يدرسها الجميع …
فليست المناهج الدراسية ساحة لاركان النقاش او اداة من ادوات الكسب الرخيص لصالح فكر يساري او علماني بغيض .. وما يجعلنا اكثر تعجبا ان حكومة المجلس السيادي ووزير تربيتها سمح لاستمرار التدريس بهذا المنهج حتى هذه اللحظة ..
ولربما فضح منهج حكومة حمدوك شعار ( لا للحرب ) وابرز لنا هويته ومن اين اتي؟ كما فضح ( السنابل) التي اتت بالقنابل لتحرق بها وطن جريرته انه حكم بمناهج اسلامية ونظام اسلامي ..
والان تضج الميديا بتصريحات السنبلة خالد سلك والسنيبلة حنان حسن وربان سفينة الضلال عبد الله حمدوك ضد الشعب والوطن ويكمل خالد عجوبة المشهد بلف الكدمول جهارا نهارا ليقاتل في صفوف الدعم السريع … نعم للسلام لكن ليس مع الدعم السريع .. نعم لا للحرب ..
لكن عقب القضاء على مليشيا قحت الماجنه .. وقبل اللاءات والنواهي في منهج القراي فلنقول لا لتدريس طلابنا ذلك المنهج المسيس الخاوي من القيم والمعاني التربوية التي نشات عليها الاجيال جيلا بعد جيل في السودان ..
____________
29 اغسطس 2024م