وطن الإعلامية – الجمعة 6-9-2024م:
استشهاد البطل الفارس عميد أمن مهندس عمر النعمان، برهان ساطع على أن جهاز المخابرات العامة أنفق أحسن ما عنده فداءً لعقيدة ووطن…
++ هل كانت مصادفة أن يرتقي الشهيد البطل الفارس العميد أمن عمر النعمان في ذات اللحظة التي خرج فيها الكلب العقور رئيس حزب الأمة العميل الخائن برمة ناصر يحرض الرأي العام تأليباً على جهاز المخابرات الوطني في قضية قتل عادية طبيعية في زمان الحرب والغدر والخيانة والموت والخساسة ؟؟؟!!!
++ هل اختاره الله لجواره في أيام تشتد فيها الحملات الكذوب الماجنة على جهاز المخابرات العامة وهو يؤدي واجبه المقدس تأميناً للبلاد وتحصيناً للولايات ضد عبث العابثين والخونة المتآمرين ليكون استشهاده شهادة براءة للجهاز من كل دسيسة أو فرية أو استهداف لمواطن بريء أو حرية مستحقة ؟؟؟!!!
++ عمر النعمان فارس راض نفسه على حب الله والشوق إلى لقائه وسلك كل الطرق المؤدية إلى الاستشهاد باذلًا الجهد لتلك الغاية الكبرى زهاء الثلاثين عامًا…
++ ما سمع هيعة إلا وطار إليها وما تحرك متحرك ضخم إلا وكان البطل أحد فرسانه الأوائل وما تراصت الصفوف إلا وضع نفسه في مقدمة الصندوق القتالي أو سار أمام مقاتليه في مقدمة الطوف قتالاً أو تفتيشاً أو تمشيطاً …
++ عمر النعمان وضاءة باهرة وحضور أخاذ وهيبة فارعة وخلق حسن وابتسامة دائمة وهدوء رفيع وقسامة ساطعة تحبه للحسن فيه ويغيب عنك فتشتهيه…
++ فارسنا فقيه عالم بالحلال والحرام كريم مبذول لخدمة الناس بلا من أو أذى تحفه سمات التواضع موطأ الأكناف جبار للخواطر وقاف عند حدود الله يألف ويؤلف في رفق بيّن لا ينتقص من قوة شخصيته واعتداده بعسكريته والتزامه المهني …
++ ظل طوال فترة معركة الكرامة يدير قوات المخابرات القتالية من المقدمة رافضاً تماماً أن يكون أي من منسوبي الجهاز أقرب منه إلى الخطر أو العدو أو خطوط النار أو مناورة الاقتحام يلح على الجميع بأن يكون أول من يتصدر الهجوم على العدو…
++ فقد أرهق هوانات الجنجويد بمباغتته السريعة العاجلة المفاجئة لهم فأضحى بحق مصدر هلع ورعب وزلزلة حقيقية لهم ما تكاد تغمض لهم عين أو يستريح لهم جفن إلا ووجد شهيدنا الحي بقوته تقف على رأسه فتورده مورد الهلكة بكل سهولة ويسر دون إبداء أي مقاومة تذكر…
++ ولأنه لم يكن يكترث بالموت بل عمد إلى لقاء الرحمن الرحيم صابرًا محتسبًا للشهادة عنده مقبلًا غير مدبر لذا اختار هذه المرة قيادة قوات المخابرات في محور المدرعات من مركز القيادة الميدانية رافضاً أن يتابعها عبر الأجهزة أو من خلف ستار..
++ تقدم فارسنا بشجاعته المعهودة منتصبًا مرفوع القامة بعد أن تلا قول الله تعالى:(( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتًا بل أحياء عند ربهم يرزقون))٠٠
++ ثم كبر الله ثلاثًا وصلى على نبيه الضحوك القتال ليتحرك بقوته نحو العدو فإذا بقناص كلب نجس يصطاده بعد أن عذبهم وأقلق مضاجعهم وجعلهم يعردون يخافون ظهوره ويهابون مفاجأته المتوقعة كل حين ولحظة ..
++ ليلقى الله شهيد واجب ودين ووطن وقضية بلسان حال يردد مع المتنبي:
لا يستكن الرعب بين ضلوعه
يومًا ألا الإحسان ألا يحسنا
++ مضى ليفتح الطريق داخل جهاز المخابرات العامة لمائة ألف ثائر يتدافعون في شراسة لأجل أخذ الثأر له …جهاز نشأ فيه بطلنا وانتسب إليه طبيعي جداً أن يخرج منه ثوار يريدون النيل من قاتليه الأوغاد ويواصلون في دربه آملين أن يجمعهم الله به في دار الخلود…
++ فإن كان بطلنا عمر النعمان افتدى الوطن وشعبه بنفسه فنى جسمه فقد بقي اسمه سيرة تحكيها الأجيال عن فارس شرس قتال لا يخشى الموت والهلاك والبأس لأنه يعرف بفطرته السليمة أن ((الآخرة خير له من الأولى)) فاختارها في إصرار عجيب وتسابق غريب دون تلكؤ أو تردد…
++ أخي وسيدي عمر النعمان ما أعظمك يا بطل نشهد لك بالعفة والطهر والصبر والثبات والصلابة صبرت وصابرت ورابطت بغير ملل أو كلل وبكامل رضاك..
++ حقاً لقد كنت عملاقاً في الجهاد ،،عملاقًا في تحمل الأذى ،،هزمت هوانات العدو فولوا أمامك الدبر فالساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر ،،ارتقيت بإذن الله شهيداً حياً بجوار نبيك صلى الله عليه وسلم بعد أن تركت فينا بصمة واضحة وحياة ملأى بجليل الأعمال وعظيم الأقوال والأفعال..حياة كلها دروس وعظات وعبر ..
++ أو ليس أنت من أرهب الجنجويد الهوانات الطغاة في حياتك ؟؟!!
أو ليس أنت من تزعجهم الآن بألف رسالة ومنبر يحدث الناس عن شيمك وخلقك ومثلك التي تمسكت بها وصنت بها نفسك عن مواطن الزلل؟؟؟!!
++ نم يا سيدي مرتاح البال فقد أديت دورك على أتم وجه و بأعظم ما يؤديه الثائر الفارس الشجاع البطل…
++ تهانينا لسعادة الفريق الأول أحمد إبراهيم مفضل وأركان حربه بهذا الاصطفاء والانتخاب الكبير؛ فبحق كل الشهداء الكبار هم أعظم من مقام التعزية والحزن والانكسار والخذلان….
++ جهاز فيه رجال بقيمة وقامة الشهيد عمر النعمان أبداً أبداً أن يؤتى السودان من ثغرته فأبشروا أهل السودان بأن النصر قادم قادم بعد أن مهرتم ثمنه ببطل ببطل شهيد اسمه عمر النعمان ارتقى مرتقى البطولة والتضحية والفداء والرجولة…
++إنا لله وإنا إليه راجعون وحسبنا الله ونعم الوكيل..