وطن الإعلامية – الأربعاء 25-9-2024م:
ينتظر أن يخاطب رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان القائد العام للقوات المسلحة مساء غدٍ (الخميس)، القمة الرئاسية لاجتماعات الأمم المتحدة.
وكان البرهان، قد وصل في الساعات الأولى من صباح اليوم لمدينة نيويورك، التي تحتضن الفعالية الأُممية الرفيعة، ليترأس وفد السودان في واحدةٍ من أهمّ المشاركات الدولية.
خطاب الرئيس ينتظره السودانيون قبل العالم، ليخاطب شواغلهم في معرفة التطورات الأخيرة للأزمة، فيما يترقبه العالم ليسمع من الرجل الأول بالدولة تفاصيل الحرب والسلام.
ثلاثة محاور
وكان رئيس مجلس السيادة غادر ظهر أمس بورتسودان، متوجهًا للولايات المتحدة الأمريكية، حيث كان في وداعه نائبه بالمجلس السيادي مالك عقار، وعددًا من المسؤولين والوزراء.
ويُنتظر أن ينخرط الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، في لقاءاتٍ ثنائيةٍ مع رؤساء وزعماء، قبل أن يخاطب غدًا القمة، على أن يعود يوم الأحد المقبل للبلاد.
ويتساءل الكثيرون عن ملامح خطاب الرئيس، والنقاط التي ترتكز عليها، وهو يشرح الأزمة السودانية أمام قادة وزعماء العالم.
ويرى مراقبون بأنّ الحديث المرتقب من البرهان سيتضمن ثلاثة محاور مهمة، في مقدمتها: تسليط الضوء على انتهاكات التمرد على مدار عام و٥ أشهر، فضلًا عن التركيز تحديدًا على المجازر التي ارتكبتها الميليشيا بمدنٍ وقرًى، وليس ببعيد تجربة قرية “ود النورة” بولاية الجزيرة، التي قُتل فيها أكثر من 200 شخص، هذا بجانب القصف على مناطق المواطنين بأم درمان والفاشر، وتدمير مؤسسات الدولة وتخريب منشآتها.
المحور الثاني الذي سيطوف عليه الرئيس هو: مِلف السلام، واستعراض جهود الحكومة بهذا الملف، وقبولها التفاوض استنادًا على مخرجات جدة،
فيما يُنتظر أن يكون المحور الثالث: مطالبة الجنرال بضرورة إدانة التمرد وتصنيفه جماعةً إرهابيةً، واستعراض ملف الدعم الذي تتلقاه من قوًى ودولًا إقليمية.
ما هو الفرق؟
وكان رئيس مجلس السيادة قد شارك العام الماضي في اجتماعات الأمم المتحدة، بعد خروجه بشهرٍ ويزيد من القيادة العامة.
ويرى الخبير والمحلل السياسي د. حسين كمال أنّ خطاب البرهان غدًا سيكون امتدادًا لمشاركته العام الماضي، غير أنّ الفرق في هذا الظهور، اتساع رقعة جرائم الميليشيا غير المسبوقة، فضلًا عن وضوح الصورة في المشهد بشكلٍ كاملٍ بعد معرفة مشروع التمرد والدول التي قادت ودعمت الميليشيا وفي مقدمتها دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي يُعد دعمها لآل دقلو أحد أهم عوامل استمرار هذه الحرب اللعينة.
وتوقع محدّثي بأن تحظى مشاركة رئيس مجلس السيادة باهتمام غير مسبوق، خاصةً وأنّ حرب السودان أضحت من الملفات المهمة بالعالم، والتي تتطلب جهودًا حثيثةً لوضع حدٍ لها، جراء إفرازاتها الإنسانية المتفاقمة للأسوأ.
تقرير: محمـــد جمال قنــــدول