وطن الإعلامية – الإثنين 16-12-2024م:
من غير صراع وفي هدوء وبرضاء أهل الدار العامرة بالناس والثراء والقيم وفضيلة التثاقف والتساكن والتعايش بدأ انتقال بالرضاء لقيادة أكبر إمارة في السودان من كبير إلى كبير من كبير سن الأمير الحكيم الناظر عبدالقادر منعم منصور إلى الكبير فهم ووعي الابن منعم عبدالقادر منعم منصور وكيل ناظر دار حمر الذي يقود الآن مسيرة التعايش والتعافي المجتمعي ويقود الدفاع عن دار حمر حتى لا تسقط تحت احزية الجنجويد وتبدد القيم وتنهب الثروات وتغتصب الحرائر في رابعة النهار .
دار حمر ليست أرض لمجموعة سكانية واحدة وقبيلة من فخذ ولكنها فيفساء للسودان الذي كان والسودان الذي سيصير بإذن الله وبعزم الرجال تلك الأرض الرميلة التي تتوسط كردفان وتشير الروايات المتواترة إلى أن قبيلة حمر دخلت السودان ضمن هجرات المجموعات العربية من المغرب العربي إلى دار فور في النصف الثاني من القرن الثامن عشر ومنذ قدومها اختلطت ببعض القبائل المحلية واستوعبت بعضها في تراثها ونسيجها الاجتماعي وتنقسم قبيلة حمر إلى ثلاثة فروع هم العساكر والدقاقيم والغريسية وفي سنوات الحكم الانجليزي المصري عين ثلاثة مشايخ لحمر فأصبح الشيخ إبراهيم المليح ناظرا للعساكر والشيخ حمد بيه حامد ناظرا للدقاقيم والشيخ عبدالرحيم سالم أبو دقل ناظر للغريسية وعندما أعاد السير هارولد ماكمايل السكرتير الإداري للسودان هيكلة الإدارة الأهلية في دار حمر وتعين ناظرا بدلا عن الشيخ إسماعيل محمد الشهير بقراض القش برز اسم الشيخ منعم منصور محمد الشيخ الذي يتمتع بكارزيما وقوة الشخصية والحكمة .
وفي عام 1927 توحدت كل قبيلة حمر تحت قيادة منعم منصور الذي وجد اختياره تذكية من السير على التوم ناظر الكبابيش وبذلك توحدت إدارة دار حمر التي تقول بعض الوثائق التي تحتفظ بها القبيلة انها أرض ملك بشهادة بحث من سلطان الفور محمد الفضل وقد دفعت قبيلة حمر ثمن أرضها للقدوم مسلم عينا من الذهب والفضة والابل والضان وحتى العسل واللبن كما افادني بذلك رجلا موثوقا في شهادته غير مجروحا في روايته الأستاذ محمد أحمد الطاهر ابوكلابيش في حوار لم ينشر حتى اليوم وربما صدر في كتاب ضمن سلسلة غير قابل للنشر أن كان في العمر بقية لكن ابوكلابيش شاعر جمال ورقة وعزوبة اركبه الزمان سرج السياسية فأخذ يرسل صدر البيت ويعجز عن إتمام عجزه .
وشكل منعم منصور الكبير ومن بعده ابنه عبدالقادر ارثا من التسامح مع الآخرين وقدرة مدهشه على الصبر في المكاره والإنفاق في سنوات القتر والعسر وقد تعرضت دار حمر لدورات من الجفاف وقلة الأمطار وقد اشتهر انسان الدار بالصبر والتمسك بالأرض التي تقل فيها نسبة المياه الجوفية أو تغور في أعماق سحيقة من الأرض ربما سبب تمسك حمر بارضهم يعود لملكيتها عينا لاشيوعا وثراء الموارد من النعم والأشجار من االاصماغ وفلوات تقل فيها أمراض الحيوان خاصة الضأن والماعز والابل .
ويغفل الكثيرين عن خصائص المجتمع الحمري الذي يستوعب الآخر من غير من ولا أذى حتى غدت دار حمر أقرب إلى المجموعة الثقافية من كونها مجموعة عرقية منكفئة على ذاتها واتسع ثوب القبيلة لاستيعاب مجموعات قبيلة وفدت إلى الدار وبحكمة قيادة حمر بسطت للشايقية القادمين من الشمال النيلي عيشا كريما وافترعت لهم محكمة في النهود هي محكمة ابورنات قاضي قضاة السودان ومحكمة الشرتاي الكرسني في ام بل واستوعبت أرض دار حمر المسبعات وهم من أصل مملكة الفور وتساكن وتثاقف حمر كما يقول البروف حامد البشير العالم بالانساب وانثربولجيا السودان مع عرب البرياب القادمين من الجزيرة المروية شمال شرق سنار وكذلك الجوامعة في مناطق السعاته بخاري والسعاته الدومه وقليصة والبديرية في ود ملكي وكنانه في المناخر والخوازمة أو خزام في مناطق غبيش والبرتي وبني فضل الذين ينسبون إلى الفضل ابن العباس ابن عبدالمطلب شان معظم السودانين الذين احتكروا الانتساب إلى الصحابة رضي الله عنهما وجمع ثوب قبيلة حمر كل هذه الأنساب والاعراق التي لو الحكمة والتنازلات الكبيرة التي تقدمها قبيلة حمر لما استطاعت جمع هذا الشتات في وعاء يتسع ولايضيق
ويعتبر الناظر الحالي عبدالقادر منعم منصور هو أشهر من قاد هذه الدار بحكمة وصبر وخاض معاركها ونافح عنها في مجالس نظرائه الآخرين ودخل البرلمانات من عهد مايو وسنوات الإنقاذ ولكنه كان يقف إلى جانب أهله لا يداهن سلطة ولايخشي بطشها بل السلطة هي من كانت تسعى إليه وديوان حمر في مدينة النهود أكثر اتساعا من قصر الوالي وبيت المحافظ ويقصده الحاري والجيعان ويلوذ به صاحب القضية واي مظلوم حاقت به مخمصة يوم كريهة أو نقص قوت أو جفاف ضرع وموت سعيه .
فظل عبدالقادر منعم يعطي ولا يحسب واكرمه أهل السودان واجمع عليه عربا وعجما وأطلق عليه لقب أمير أمراء السودان واستحق ذلك بحسن خلقه وتواضع نفسه وحينما نشبت الحرب الحالية كان عبدالقادر منعم منصور اول من وقف مع الجيش ونبذ الحرب وقد استعصي على حميدتي بيعه في سوق النخاسة الذي ذاع صيته في تلك الأيام ولكن لما شعر الأمير بثقل المسؤولية ومطلوبات النظارة في الحركة والسكون والاسفار والترحال ومقتضيات السن تحرمة من ذلك اختار ابنه منعم عبدالقادر منعم منصور الذي أثبت في محنة الحرب الحالية إصالة معدنه وتشبعه من والده بقيم المرؤوة والشجاعة والدهاء والصبر والتواضع والإنفاق من غير إسراف والإقدام من غير تهور وشيئا واخر وقد بدأ الناس تجتمع حول الناظر القادم من بيت متفق عليه في تلك الديار ولكن الناظر منعم ظل ينهل ويتعلم من والده الذي لاتزال الكلمة عنده هي الأخيرة ولكن الحركة لابنه الذي لن يجد مشقة في قيادة هذه القبيلة العريقة في مقبل الايام وهو ناظر المستقبل الذي يتعلم من والده المدرسة والأكاديمية العريقة كل يوم كيف يقود الزعيم الرجال .