وطن الإعلامية – الاربعاء 1-1-2025م:
-لم يكن هناك أدنیٰ إهتمام فی الريف ببداية العام الميلادی،لولا إنه يصادف ذكریٰ الإستقلال،أو عيد الإستقلال،أو لأنَّه(عيد ميلاد!!) أغلب السودانيين،بالتسنين،ثُمَّ إنه لا يوجد مايبرر الإحتفال (بعيد الميلاد) هذه البدعة الغربية،ماعدا المولد النبوی الشريف علی صاحبه أفضل الصلاة والسلام،أما رأس السنة فهذا ما لم نسمع به،وقد عرفنا الكريسماس فی منهج المدارس الوسطیٰ بالعبارة الواردة فی كتاب Reader one
The Christmas day is a happy day at the English people Every where.
-وكانت مظاهر الإحتفال بعيد الإستقلال،تتمثل فی يوم إجازة ورفع بعض الناس علم الإستقلال (بألوانه الثلاثة)،وكان نشيد العلم المقرر فی المدارس ويردد فی المناسبات هو:-
علمي أنت رجائی، أنت عنوان الولاء.
أنت رمز للفداء، أنت رمز للوفاء.
لونك الأخضر زرع،لونك الأزرق ماء. لونك الأصفر أرض يفتديها الأوفياء.
-ثُمَّ زار الرٸيس الفريق إبراهيم عبود مركز مروی فی المديرية الشمالية، وبرفقته اللواء أركان حرب حسن بشير نصر وزير الرٸاسة،ناٸب القاٸد العام،واللواء أركان حرب محمد طلعت فريد وزير الإستعلامات والعمل، فكانت مناسبة عظيمة رأينا فيها العجب العُجاب،من الحفاوة التی أُحيط بها صاحب المعالی الفريق إبراهيم باشا عبود والوفد المرافق له،والزی العسكری المهيب بالدبابير علی أكتافهم والنياشين علی صدورهم،وتضاءلت الرتب التی كنَّا نراها، ففی مركز مروی أعلیٰ رتبة كان ملاحظ البوليس(نقيب) ولا وجود لأی ضابط جيش،ومفتش الحكومة المحلية يحمل علی كتفيه شراٸط مقصبة ومذهبة،ويعتمر برنيطة عليها شعار المديرية الشمالية، وشاهدنا البكباشی عبدالله إدريس ناظر الخط(مقدم معاش) يرتدی الزی العسكری،وقد فقد إحدیٰ يديه فی الحرب العالمية الثانية، ورأينا كرار محمد الحسين كرار ناظر الخط الشرقی بكسوة الشرف وكذلك العمد والمشاٸخ،ورأينا ضباط الصف فی الجيش المصری سابقاُ،يرتدون كامل الزی العسكری بعدما تقاعدوا علی المعاش،ولن أنسی عمنا عبدالمطلب ود سليمان الذی كان يحمل رتبة صول فی الهجانة المصرية،وقد عاد بعد نهاية خدمته مزارعاً جَمَّ النشاط، لكنه لبس الميری فی ذلك اليوم
-وفی المساء أقيم (حفلٌ ساهرٌ) أحيته أوركسترا الإذاعة بصحبة الفنانين الكبار إبراهيم الكاشف وعبد الكريم الكابلی وعبد الرحمن بلاص،وكان منظر آلات الفرقة الموسيقية مُدهشاً
-وقد كانت سعادتی لا توصف، وأنا أقف أمام الفريق عبود مباشرةً علی بعد خطوة واحدة من مقعده فی الصيوان،لكی أٔنشِد نشيد صه ياكنار.
وحُقَّ لی أن أُفاخر زملاٸی بذلك.
-كانت إذاعة هنا أم درمان مسموعة بشكل جيِّد من راديو البطارية الذی يجتمع حوله كل سكان الحِلة، حيث تبث الإذاعة أناشيد الإستقلال،ومنها نشيد (اليوم نرفع رايةإستقلالنا)
وأظنه لايزال هو النشيد المفضل لدی الكثيرين،فی ماعدا ذلك لم يكن هناك بالنسبة لنا ما يسترعی إهتمامنا
ليس للتلاميذ فی تلك السن المبكرة بل حتَّی الكبار كانوا لا يشعرون بأی فرحة بعيد الإستقلال،إذ لم يجدوا فی(دولة ٥٦) التی يتنمر عليها الآن القحاطة والمليشيا التی لا تعرف ماهو المقصود بدولة ٥٦!! وعمَّا إذا كانت حديد بوكسی ليشفشفونه،أم هی بنت سمحة ليغتصبونها!! فدولة ٥٦ هذه لم تجلب الرضاء لأهلنا فقد كان أمثلهم طريقةً يقول فی حسرة (ياحليل الإنجليز)!!
-ونحن نستقبل العام الميلادی،هذه السنة،ليس هناك ما يوجب الفرح، بل الأمر علی العكس تماماً،فالواجب الأول والأخير هو دعم المجهود الحربی والوقوف صفَّاً واحداً خلف جيشنا رمز عزتنا،وحامی حدودنا من أن يستبيحها العدو الظاهر والمستتر وعلی المستوی الشخصی لم يحدث أن إحتفلتُ بمولد العام الميلادی ولا سمحت لأسرتی بالإحتفال بعيد ميلاد الأطفال،وأضم صوتی لصوت الأستاذ أيوب صديق فی مقاله الموسوم (ألْغِ يا البرهان الإحتفال بالعام الجديد) وعَضَدَ الأستاذ أيوب مطالبته تلك بعدد كبير من الأسباب والمبررات المنطقية الداعية لعدم الإحتفال بالعام الجديد.
-لم يبقی فی ذاكرتی منذ أن بدأت فی تخزين الذكريات من منتصف خمسينات القرن الماضی،من إحتفال بعيد الإستقلال إلَّا مشاركتی فی فعاليات زيارة صاحب المعالی الفريق إبراهيم عبود،وحضور الحفل الساهر.
-وعلی طريق الكبار القاٸلين ياحليل الإنجليز ،نقول ياحليل عبود، وياحليل نميری،وياحليل البشير، [وقطعاً لن تجد من يقول ياحليل حمدوك!!] الذی تُصَبّ علی رأسه اللعنات صباح مساء هو وشلته من القحاطة(الله يكرم السامعين)
-وقد أهلَّ علينا شهر رجب الخير، الذی كانت تعظمه العرب فی الجاهلية حتَّیٰ سُمِّی رجب مُضَر
وعن إبن عمر رضی الله عنهما قال: (خَمْسُ لَيَالٍ لَا يُرَدُّ فِيهِنَّ الدُّعَاءُ: لَيْلَةُ الْجُمُعَةِ، وَأَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ رَجَبَ، وَلَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شعبان،وَلَيْلَةُ الفِطرِ، وَلَيْلَةُ النَّحْرِ) اللهم بارك لنا فی رجب وشعبان،وبلغنا رمضان.وكل عام وانتم بخير.
-النصر لجيشنا الباسل.
-العِزة والمِنعة لشعبنا المقاتل.
-الخِزی والعار لأعداٸنا، وللعملاء، ولدويلة mbz أو wuz.
-وما النصرُ إلَّا من عند الله.
-والله أكبر، ولا نامت أعين الجبناء.