وطن الإعلامية – الخميس 2-1-2025م:
فی روايته(الأشوس..الذی حلَّقت أحلامه مثل طاٸرةٍ مُسَيَّرة) شرح الأستاذ عبد العزيز بركة ساكن،شرحاً وافياً معنی كلمة [دمباری] التی تُطلَق علی الرجل الذی يطرد الجراد من المزارع وفی سبيل ذلك العمل عليه أن يَسْتَحِم بالمريسة، ويتعطر ببول الحمير،وقد كان [حميدتی] يمتهن تلك المهنة الوضيعة التی تعتمد علی السحر والدجل والشعوذة ويأخذ عليها الأجرة من المزارعين،حتَّیٰ وقعت له القصة التالية التی يحكيها بركة ساكن، علی لسان الجِنِّی فی (فصل برج الدمباری)
فيقول:- إنَّه إستشعر تلك الأيام التی كان يعمل حينها دمباری،واللحظات الحاسمة فی تاريخه عندما قرر حمل السلاح،يوم أن أحسّ بالذُل وبكیٰ مثل الطفل بحُرقة٠فبينما كان الدمباری فی صُحبة بعض المزارعين واُسرهم،عند مزارع بعيدة عن القرية لمعالجة أمر الجراد الصحراوی الذی هبط عليهم من حيث لا يدرون،مرَّت بهم جماعة من قُطَّاع الطرق المسلحين الملثمين،وهم مما يُسمَّیٰ فی ذلك الوقت(بناس النهب المسلح) لم يرحموهم،نهبوا كل ممتلكاتهم، وهی بعض الطعام وخمس عنزات، ولم يتركوا لهم حتَّیٰ الحمير التی كانوا يستخدمونها فی ترحالهم،ولكن الأسوأ إنَّهم طلبوا منهم أن يخلعوا ملابسهم،جميعهم، إمرأتان وثلاثة رجال(والدمباری نفسه) وطفلتان، علی الرغم من أنهم كانوا يعرفونه من خلف أقنعتهم،نسبةً لشهرته فی تلك الأنحاء،التی حصل عليها من مهنته الفريدة والمتميزة.رَجَوْهُم ألَّا يجبروهم علی ذلك،خذوا كل شٸ واتركونا فی حالنا،فتلك فضيحة لكن المسلحين لم يتنازلوا عن نصيبهم من متعة أن يروهم نساءً ورجالاً عُراة،هددهم المسلحون بالقتل إذا لم يفعلوا،فخلعوا ملابسهم علی إستحياء.أخذها الناهبون ووضعوها فی مُخلاة علی ظهر حمار الدمباری، وهو حمار يُسمیٰ الريفاوی مميز وقوی وسريع،أصوله من صعيد مصر ،بعد أن أجبروهم علی خلع ملابسهم، طلبوا من المرأتين أن تُغَنٍّيا،وأن يرقص الرجال،فغنَّت النساء غناءً كالعويل،ورقص الدمباری ورفاقه كما يرقص الطير الذبيح،وهناك ملحوظة مهمة،ظلَّ الدمباری يحكيها،حتیٰ بعد أن أصبح ناٸباً لرٸيس مجلس السيادة،وهی أنَّه لأول مرة يعرف أنَّه يستطيع الرقص.
-فقد الدمباری فی تلك الحادثة حماره وعشرين جنيهاً كانت فی جيبه،وكرامته جميعاً. نعم حماره قبل كرامته،عرفنا كيف إنَّ المال عند الأشوس الأعظم أهم من الكرامة!! وقرر الدمباری أن ينتقم لنفسه،فعمل موسمين كاملين فی محاربة الجراد ليجمع ثمن الكلاشنكوف،وكوَّنَ فرقة انتقام،أخذوا يصطادون المسلحين، كان الدمباری يستخدم كل الحيل السحرية التی يستخدمها فی إبادة الجراد،ولم يلتقِ بالجماعة التی أجبرتهم علی الرقص،وبمرور الوقت أصبحوا هم أنفسهم (ناس نهب مسلح)إنتهی النقل، بتصرف من الرواية.
-وهذا الدمباری بكل تاريخه القمٸ وجد نفسه وقد إرتقیٰ مرتقیًٰ صعباً، حين بلغ منصب ناٸب رٸيس مجلس السيادة،وتدفق عليه المال أنهاراً، فبطِرَت معيشته وقفز قفزة فی الظلام،فوجد كل ذلك قد تبخَّر فی الهواء (ما طار طير وارتفع الا كما طار وقع) أو مثل طاٸرة مسيَّرة خرجت من نطاق التحكم عن بُعد،فبالأمس طالعنا بتسجيل صوتی-لانعلم مدی صدقيته- يُهنٸ الشعب السودانی بعيد ميلاد دولة٥٦ التی يحاربها كما قيل له!!وهذه فِرية تحتاج إلیٰ فَهَّامة،إذ كيف يهنٸ بقيام دولة ٥٦م؟؟ التی سفك فی سبيل محوها كل هذه الدماء وهذا التخريب الممنهج،وهذا يدل علی إنه دُمية فی يد من أغروه بلعب هذا الدور، فقالوا له لازم تتكلم كما تكلم البرهان،فَنَسِیَ أو أُنسِیَ أنَّ البرهان فی الميدان، وأنَّ البرهان رٸيس دولة معترف به،وأنَّ البرهان قاٸد جيش ينتصر كل يوم،وأنَّ البرهان مٶيد من شعبه،وأنَّ البرهان إنسان يمشی فی الأسواق ويأكل الطعام وأنَّ البرهان زول متَجَوِّل،وليس زومبی مُتحوِّل.
-لقد إرتقيت مرتقیًٰ صعباً يارويعی الحمير،يا أيُّها الدمباری، وإن إستحممت بالمريسة وتعطرت ببول الحمير. أو كما قال الرواٸی العالمی عبد العزيز بركة ساكن.
-النصر لجيشنا الباسل.
-العِزة والمِنعة لشعبنا المقاتل.
-الخِزی والعار لأعداٸنا،وللعملاء، ولدويلةmbz ، أو wuz.
-وما النصر إلَّا من عند الله.
-والله أكبر،ولا نامت أعين الجبناء.