وطن الإعلامية – الأحد 5-1-2025م:
إذا كان هناك شخص لا يعلم أي شيء عن التدخل الإماراتي في السودان، ثم استمع لما قاله عبد الخالق عبد الله مستشار بن زايد على قناة الجزيرة فإنه سيعلم :
١.أن دولة الإمارات تعادي الحكومة السودانية، ولا تعترف بشرعيتها، وتتصرف كمالك للحق في منح ومنع الشرعية للقوى السياسية السودانية.
٣.أنها تقف بقوة ضد الجيش السوداني وكل من يدعمونه من الشعب والقوى السياسية، وتدين وقفتهم معه، وتتعامل مع قوات الدعم السريع كقوات تابعة لها بالكامل، وتراهن على عدم قدرة الجيش على هزيمتها، وترى أن عليه أن يستسلم ولا يتحدى هذا الرهان.
٤.أنها تدعم الدعم السريع سياسياً وإعلامياً، وتتمسك بشرعيته، وبعدم وصف ما يقوم به بالتمرد، وتتمسك ببقائه طرفاً فاعلاً في المعادلات العسكرية والسياسية في السودان.
٥.أنها اضطرت للاعتراف، على لسان المستشار، بدعم للدعم السريع بالسلاح يتراوح بين ( ١ إلى ١٠ ) في المائة من جملة الاتهامات الموجهة إليها.
٦.أنه لا يظهر على المستشار – حاله حال سائر المسؤولين الإماراتيين – غضب حقيقي يشبه غضب الأبرياء الذين يتهمون بتهم مغلظة كالموجهة للإمارات.
٧.أنه في نفيه للاتهامات قد اعتمد على واحدة من أضعف طرق الدفاع، وهي ما تحدث عنه من عدم وجود أدلة تدين الإمارات، ولم يقدم أي دليل نفي غير هذا القول الضعيف المرسل.
٨.أن الإمارات تقسم القوى السياسية في السودان إلى قوى تعتَد بها، وقوى لا تعتَد بها، والقوى التي تعتَد بها هي القوى التي قال عبد الخالق إنها “تقف مع الدعم السريع”، ووصفها بأنها “محسوبة على الإمارات”، وهي القوى التي امتنعت عن إدانة عدوانها على السودان، وأصبحت علاقتها بها الآن “في أفضل حالاتها” كما ذكر.
٩.أن الإمارات لم تغضب من هذه القوى السياسية، عندما أقر بعض قادتها، بعد تمنع، بأن الإمارات تدعم الدعم السريع، والطبيعي لو كانت الإمارات بريئة أن تغضب وأن ترد، حتى لو كانت هذه القوى لم تتبع الإقرار بإدانة، وفي محاولة للتخفيف من عدوان الإمارات ساوت بين إمدادها الدعم السريع للسلاح وبين شراء الجيش للسلاح من الخارج.
١٠.أنه يعلم أن هذه القوى السياسية التي تحدث عنها كتابعة للإمارات وللدعم السريع لن تغضب من ولن ترد عليه، لعلمها بأنه لم يبهتها، ولأنها، بسبب التبعية، لن تجرؤ على تكذيبه.
١١.أنها تنظر إلى الوساطة التركية لا كوساطة بينها وبين حكومة السودان لإيقاف عدوانها كأهم بند في الوساطة، وإنما كوساطة تركية إماراتية مشتركة بين الجيش والدعم السريع، تقوم على إقناع الجيش بالتسليم بالفشل في التصدي للدعم السريع، والقبول باتفاق معه يحقق له وللإمارات وللقوى السياسية التابعة لهما ما يريدونه.
في الجملة سيجد أن الرجل قد أدان الإمارات، والدعم السريع، وبعض القوى السياسية السودانية، من حيث أراد العكس، وأنه قد علق عن غير قصد قلادة شرف على عنق الجيش الذي يتصدى لهذا العدوان وهذه المطامع الاستعمارية، وعلى أعناق كل داعميه .