وطن الإعلامية – الثلاثاء 28-1-2025م:
هو العقيد الركن أحمد(النور الإمام) قاٸد الحرس الرٸاسی الذی قَدَّمَ روحه فداءً للسودان،فقد كان يعلم ما هو مُقبلٌ عليه،عندما قال لجنوده لحظة الغدر والخيانة التی تَوَّلیٰ كِبَرها المجرم الخاٸن حميدتی قاٸد المليشيا.
قال لجنوده بثبات وبالحرف الواحد:-
{ دی آخر تعليماتی ليكم،ودی آخر معركة. يجب إخراج القاٸد العام من منزله بأمان . سقوط القاٸد العام يعنی سقوط رأس الدولة يعنی سقوط الدولة . وسقوط الدولة يعنی سقوط القوات المسلحة . سنقاتلهم حتی النهاية . }
وكان (أزيز الرصاص) هو الخلفية الموسيقية لهذه الخطبة القصيرة الحاسمة،والتی بقدر ماكانت بمثابة خطبة الوداع لهذه الدنيا الفانية، كان فی الوقت نفسه، وثيقة الفداء الممهورة بالدم النجيع،والمختومة بأرواح ثلة من المٶمنين بالواجب المقدس فی الذود عن حياض الوطن
الذين ترقد رفاتهم فی سور القيادة العامة،ياسر آدم وفريد يوسف وأحمد موسی وسليمان الفيل وخالد وبكری حسن،بجوار قاٸدهم احمد النور الإمام فی مقابر فريدة تحكی عن بسالة الجندی السودانی، وفداٸيته، وجسارته،وعُلُو كعبه فی كل مجال من مجالات البطولة والفداء.
-وفی يوم النصر الكبير يوم تحرير القيادة وقف بعض زملاء لهم علی شواهد قبورهم يشهدون لهم بأن هذه الثُلة المباركة من الشهداء هی من حفظت لنا وطناً إسمه السودان، فلولاهم،من بعد إرادة المولیٰ عزَّ وجلَّ، لكان الفلنقای أول أركان نهب الجنجويدی القاتل حميدتی،الدمباری(تاجر الحمير) مَلِكاً مُتَوَّجاً علی مملكة آل دقلو الجنيدية الجنجودية العطاوية العظمیٰ، وولی عهده،صاحب السمو الملكی الأهطل عبد الرحيم بن حمدان آل دقلو،وكان بلدنا قد تحوَّل إلیٰ ضَيْعَةٍ تعربد فيها مليشيا دويلة الشر بأمر سادتها من كل دول العَرب والغرب والصهيونية العالمية، ومن لفَّ لفها .
-وما كانت خطط الغرب الإستيطانی تدری- وأنَّیٰ لها أن تدری – بأن قوة صغيرة لا يتجاوز عددها مرتب فصيلة،علی رأسها ضابط برتبة عقيد ركن، ومسلحة بأسلحة خفيفة، يُمكن أن تُجهض مخطط عالمی مسنود من عدة دول وقد أُنفقت عليه مليارات الدولارات لتدريبٍ عشرات الآلاف من المرتزقة،وتنظيمهم وتسليحهم بأسلحة حديثة جدَّاً، عالية الدِّقة والكفاءة، واْجهزة إتصال وتشويش مربوطة بالأقمار الصناعية تديرها عقليات ذات خبرة كبيرة فی مثل هذه المهام القذرة.
-لكن كانت تعليمات وكلمات العقيد الشهيد البطل أحمد النور الإمام، لجنوده من أبطال الحرس الرٸاسی،الذين يملكون ما هو أغلیٰ من كل ما يمتلكه العدو الغاشم،فقد كانت تملٶهم الثقة بالله وحسن التوكل عليه، وحبهم للوطن،والإيمان بعدالة قضيتهم فی حماية رمز إستقلال البلاد الا وهو راس الدولة،فلقوا الله مقبلين غير مدبرين،وسجلوا أعظم ملحمة فی تاريخ الجيش السودانی فی معركة غير متكافٸة، وخيانة وغدر غير مسبوقين، وها نحن نلتمس قبساً من نورهم يضٸ لنا ظلمات الطريق إلیٰ المستقبل الواعد لبلادنا،ومن علامات الوفاء لهٶلاء الشهداء والذين سار علی دربهم آلاف الشهداء من عسكريين ومدنيين فی أنحاء بلادنا كافةً:-
أولاً: أن تتولی القوات المسلحة أمر قيادة بلادنا علی كل (كل)مستويات الحكم السيادة، والتشريع، والتنفيذ،علیٰ أن تستعين بمن تراه من الكفاءات المستقلة الوطنية الخالصة المبرأة من كل إنتماء حزبی أو قبلی أو مناطقی.
ثانياً:ملاحقة ومحاسبة كل من وضع يده فی يد المليشيا،بلا أی مجاملة أو شفاعة،حتی تستقيم الأمور علی جادة الصواب ويطمٸن كل مواطن شريف علی نفسه وماله وأهله،وأن يرتدع كل عميل أو خاٸن من أن يُفَكِّر مجرد تفكير،فی الإضرار بالوطن والمواطن.
-ثالثاً:الشروع الفوری فی إدارة شٶون الجرحیٰ بعلاجهم الجسمی والنفسی، وإعادة تأهيلهم للمشاركة فی عملية البناء مثلما كانوا مشاركين فی عملية المدافعة والقتال فی صفوف الجيش ليشمل ذلك كل القوات النظامية والمشتركة والمستنفرين .
-رابعاً:تعويض المتضررين-وقد تضرر كل الناس-والبداية تكون بأسر الشهداء.
-خامساً:الإهتمام بالجيش،والقوات النظامية الأخریٰ ،تنظيماً وتأهيلاً وتسليحاً وفق أحدث المعايير العالمية،وتحسين شٶون الضباط والرتب الأخریٰ .
-سادساً: إيلاء الإقتصاد القومی الإهتمام وذلك برفع معدلات الإنتاج فی الزراعة والصناعة والتعدين،بالمزيد من العناية حتی تنهض بلادنا من وهدتها التی تردًّت فيها بسبب حرب المليشيا.
-سابعاً:الإهتمام بالخدمات من صحة عامة وتعليم فاعل، وإعلام مواكب، ومياة شرب نقية،وغير ذلك.
-تأجيل الحديث عن بناء الدولة المدنية إلیٰ الثلث الأخير من الفترة الإنتقالية لحين قيام الأحزاب بإصلاحاتها الداخلية وطرح برامجها السياسية،قبل الحديث عن إجراء الإنتخابات وما يلزمها من قوانين وإحصاء وتوزيع للدواٸر،فهذا من قبيل الترف الذهنی الذی لا يُطعِم من جوع ولا يُٶمِن من خوف .
وبهذا نكون قد أوفينا الشهداء بعض حقوقهم علينا،لترتاح أرواحهم جوار ربهم الكريم،ولن يضرهم بعد ذلك، ولن يفيدهم، إطلاق أسماٸهم علی الشوارع والقاعات والمدارس والجامعات،وليضٸ قبسٌ من نورهم علينا بإذن الله الجنة والخلود للشهداء.
-النصر لجيشنا الباسل.
-العزة والمنعة لشعبنا المقاتل.
-الخزی والعار لأعداٸنا،وللعملاء، ولدويلة mbz أو wuz.
-وما النصر إلَّا من عند الله.
-والله اْكبر ولا نامت أعين الجبناء