وطن الإعلامية – الأحد 2-3-2025م:
في تصرف ينم عن الغباء السياسي ويدلل بحق على أن مجموعة حمدوك التي أسمت نفسها ب (تحالف السودان التأسيسي)، ما هي إلا مجموعة ناشطين أغرار ومستجدين حديثي عهد بالتعاطي مع القضايا ذات البعد الدولي ولا يجيدون اللعب في ساحة السياسة الدولية.
فقد أصدرت هذه المجموعة بياناََ مطولاََ هاجمت فيه بصورة فجة تعكس الروح الصبيانية لهذه المجموعة كلا من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتوريش، ومبعوثه الشخصي رمطان لعمامرة. واتهمتهما بعدم الحياد والإنحياز لما وصفتها ب (حكومة بورتسودان)..!!
جاء هذا الهجوم غير المبرر من المجموعة (الحمدوكية) على خلفية ترحيب الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتوريش بخارطة الطريق التي أعلنتها الحكومة مؤخراً.
وصف البيان الحمدوكي هذا الترحيب الأممي بأنه يمنح بصورة ضمنية الشرعية للحكومة السودانية، ويعد تخلياََ من الأمم المتحدة عن أبسط مباديء حل النزاعات. ووصف المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى السودان بالفاشل، وانه انحرف عن دوره كوسيط محايد، وأنه بذلك أصبح غير مؤهل للاستمرار في دوره كميسر محايد.
ولم يقف تخبط بيان مجموعة حمدوك وإرساله الاتهامات والهجمات يمنة ويسرة عند الهجوم على الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي للسودان، وإنما امتدت موجة الهجوم لتشمل المملكة العربية السعودية وقطر وتركيا والكويت، حيث ذكر البيان هذه الدول بالإسم وقال أنها أبدت دعمها ل (بورتسودان) وشكك البيان في جدية هذه الدول في تسهيل عملية السلام في السودان، وطالبها بالالتزام بمباديء القانون الدولي والاعتراف بحقوق جميع السودانيين في تقرير مصيرهم دون انحياز أو تدخل يهدد العدالة والحرية والاستقرار في السودان وطالب البيان هذه الدول بتصحيح انحيازها الذي وصفه بالخطير!!!
ويبدو (نَفَسْ) (الكفيل) واضحاََ جلياََ في هذه الجزئية من البيان الخاصة بالدول الأربعة المذكورة تصريحاََ بالإسم في متن البيان، وهو نَفَسْ يعكس حالة من الإحباط واليأس الذي أصاب (الكفيل) للحد الذي يهاجم فيه هذه الدول التي عول على بعضها في وقت سابق لإنفاذ أهدافه ودعم مواقفه ومنها تركيا على سبيل المثال لا الحصر من خلال ما سمي بالمبادرة التركية والتي ولدت ميتة وتجاوزتها الأحداث، وشعور الكفيل بأن طوق العزلة أصبح يضيق عليه مع تطورات الأحداث على جبهة الحرب وعلى جبهة اللعبة السياسية على حد سواء، فالنقلة الخاطئة التي بادر بها الكفيل في نيروبي فيما سمي بالحكومة الموازية هي التي أنتجت هذا الموقف الأممي و الإقليمي المساند للحكومة السودانية الرافض لتقسيم السودان الداعم لوحدته..
وهكذا إنقلب السحر على الساحر، وانكشف ما كان مخفياََ فإن مجموعة حمدوك ومن ورائها الكفيل هم من وضعوا المعالم الأساسية لما يسمى بميثاق نيروبي الذي يدعو إلى تشكيل حكومة موازية فكانت النتيجة رفضاََ أممياََ واقليمياََ لهذا الميثاق، ومن المضحك المبكي ويدل على بلاغة وصحة المثل السوداني الذي يقول (حبل الكضب قصير)، فإن مجموعة حمدوك كانت قد تنصلت من هذا الميثاق وتظاهرت برفضها له في توزيع مكشوف وبائس للأدوار ظناََ منها بأن اللعبة ستنطلي على الشعب السوداني وعلى الفاعلين الاقليميين والدوليين.
الجميع يعلم علم اليقين أن المجموعة التي يتزعمها حمدوك هي التي أشعلت الحرب وهي التي أوحت إلى ميليشيا الدعم السريع الإرهابية بالإقدام على مغامرة 15 أبريل 2023، وأن الملأ من بني قحت المتحورة إلى (تقدم)، و(صمود)، ثم مؤخراً إلى (تحالف السودان التأسيسي)، هم من خططوا للاستيلاء على السلطة ببندقية ميليشيا الدعم السريع وهم من وقفوا داعمين للميليشيا منذ اليوم الأول للحرب وحتى هذه اللحظة وهم من مثّلوا لها الحاضنة السياسية وهم من تصدوا لدعمها إعلامياً ودافعوا من خلال الفضائيات والأسافير عن جرائم الميليشيا وانتهاكاتها المروعة في حق المدنيين الأبرياء وهم من وصفوا عمليات النهب والسلب والسرقة التي ارتكبتها الميليشيا بأنها غنائم حرب، وأن سبي النساء والبنات القصر واغتصابهن هو جزء من عمليات (إخصاب) كانت مفقودة وينبغي إزجاء الشكر لفحول أوباش عربان الشتات عليها..
وهم من أيدوا ميليشيا الدعم السريع الإرهابية على إحتلال منازل المواطنين وعدم الخروج منها لأنها تعتبر غنائم حرب وأنها تأتي في إطار إعادة التوزيع العادل للثروة في ظل دولة ما بعد 15 أبريل 2023، دولة العطاوة بقيادة آل دقلو.
إن هذه الألاعيب التي تقوم بها مجموعة حمدوك ومن ورائهم الكفيل مكشوفة ولا تنطلي على أكثر الناس سذاجة وغباء.
تريد مجموعة حمدوك الالتفاف والتمويه، والظهور بمظهر الحياد وأنها حادبة على مصالح الشعب السوداني، ومحاولة إقناع الشعب السوداني بفك ارتباطها بميليشيا آل دقلو، ولكنها في حقيقة الأمر هي جزء لا يتجزأ منها، فما تزال هذه المجموعة تمثل الحضن السياسي الدافيء لهذه الميليشيا، ولن تتخلى عن دعمها مهما حاولت الإيحاء بغير ذلك فهي والميليشيا الإرهابية وجهان لعملة واحدة، عملة الخيانة والعمالة والارتزاق والارتهان للأجنبي من أجل تمزيق السودان ونهب موارده وتشريد أهله.