وطن الإعلامية – الأربعاء 5-3-2025م:
في مشهد غير مفاجئ لكنه أكثر فجاجة مما توقعه ، ظهر مندوب الإمارات في مجلس حقوق الإنسان محاولًا نفي ما جاء في بيان وزير العدل السوداني حول تورط بلاده في دعم المليشيا المتمردة، لم يكن هذا النفي مجرد رد دبلوماسي، بل كان محاولة مكشوفة للالتفاف على الحقيقة، في موقف يعكس سياسة الإنكار التي تنتهجها أبوظبي كلما وُوجهت بأدلة دامغة
لكن الرد السوداني جاء حاسمًا، السفير حسن حامد ، مندوب السودان الدائم بجنيف، لم يتردد في ممارسة حق الرد للمرة الثانية، ليصف مندوب الإمارات بما يستحق: “مندوب المليشيا المتمردة”. وهو وصف لا يحمل أي تجاوز، بل يضع الرجل في مكانه الطبيعي، باعتباره مدافعًا عن جماعة خارجة عن القانون، لا عن دولة يُفترض أنها تحترم سيادة الدول
أما إذا كان المندوب الإماراتي قد ظن أن بإمكانه استخدام المنصة الدولية لتبييض صفحة حكومته، فقد خاب ظنه سريعًا، إذ فضحه الرد السوداني عندما كشف الغاية الحقيقية من دعوة المليشيا إلى هدنة في رمضان: ليست دعوة للسلام، بل حيلة مكشوفة لمنح التمرد فرصة لاستعادة أنفاسه، بينما تتكفل أبوظبي بمواصلة ضخ الأسلحة والذخائر، في مشهد يعيد إلى الأذهان محاولات التدخل السافر في شؤون الدول
لكن ما يميز السودان، عبر كل المراحل، هو أن دبلوماسيته لا تخشى في الحق لومة لائم، حين يتعلق الأمر بالوطن، فإن الصوت السوداني في المحافل الدولية لا يعرف التردد، ولا يقبل بأنصاف المواقف. في كل أزمة، تقف الدبلوماسية السودانية شوكة في حلق من يحاول المساس بهذا البلد، سيفًا مسلطًا على من يسعون لتمزيقه. من جنيف إلى نيويورك، ومن مجلس الأمن إلى الاتحاد الإفريقي، لم تتوقف الخرطوم عن كشف الحقائق، وفضح من يلعبون في الخفاء
إني من منصتي انظر ….حيث أري…. أن في السياسة، كما في الحياة، البعض يظن أن المال يشتري كل شيء، لكنه يكتشف متأخرًا أن الهيبة لا تُشترى، والشجاعة لا تُستأجر، وكما تقول الحكمة: من لم يتعلم من دروس التاريخ، فالتاريخ سيتولى تعليمه بطريقته الخاصة!.