وطن الإعلامية – الأحد 9-3-2025م:
في هذا المقال سوف أستعيير نظرية علمية حقيقية، اسمها نظرية الحمار الميت. لأشرح عبرها بالضبط السلوك الذي تسلكه قيادات قحت/تقدم/صمود/المليشيا/الامارات، وهي تحاول مالجة مأزقها الذي وضعت نفسها فيه. و توضيح مآلات المستقبل.
الفكرة العلمية تناقش سلوك بعض القادة أو المؤسسات وهم يعالجون قضية بسيطة واضحة و بديهية. مثلا قضية (خسران قحت لجميع مواقفها السياسية و خسران المليشيا لمعركتها الحربية و خسران الأمارات لأهدافها الاستراتيجية في السودان). هذه الخسائر كنتيحة للحرب، واضحة و مثبتة يوميا بتحقيق إنتصارات و تحرير مدن و قتل قادة المليشيا. و نشر أدلة يومية يجمع العالم على صحتها، عدا هذا الثالوث الخاسر: قحت/المليشيا/الامارات.
تقول النظرية، أن أصحاب المشكلة يتعاملون مع المشكلة، رغم وضوحها، وكأنها غير حادثة، أو غير مفهومة. وبدلًا من الاعتراف بالحقيقة، الواضحة، إلا أنهم ينكرون حدوثها و يبتكرون وسائل جديدة ويتفننون فيها وفي اهدار الوقت والطاقات، لكي يبرروا لأنفسهم و لجمهورهم تماديهم في ذات النهج الخاسر. رغم أن النتيجة كلما تقدمت الايام تكون مزيد من الخسائر المتلاحقة و المتعاظمة في فداحتها.
ولكن ما علاقة ذلك بالحمار الميت؟
تقول النظرية: (إذا اكتشفت أنك راكبٌ على حمار ميت، فإن أفضل وأبسط حل هو أن تنزل عنه وتتركه).
لكن سلوك هؤلاء يؤكد غير ذلك!
أنهم أولا يصرون على استخدام ذات الحمار رغم ادراكهم العميق بأنه ميت. ثم انهم يصدرون تصريحات و يعقدون اجتماعات و يتخذون مواقف غريبة لتبرير استمرارهم، بدلًا عن مواجهة الحقيقة، ومن ذلك:
1. شراء سرج جديد في حالة الحمار. أو تغيير اسم قحت الى تقدم الى صمود، في حالة جماعتنا هذه.
2. إحضار العلف أمام الكاميرات لاطعام الحمار وكأنه ما زال حيًا. أو جلب مزيد من المرتزقة و المسيرات و ارتكاب مزيد من الجرائم في حالة جماعتنا.
3. تغيير الراعي الذي يعلف الحمار. أو استبدال حميدتي، بالرابوت الاصطناعي، بأخوه عبدالرحيم، بالطاهر حجر … الخ.
4. اصدار تقارير و إجراءات تؤكد أنهم بصدد زيادة سرعة الحمار. أو عقد اجتماعات لجماعة تقدم وصمود في نيروبي و اثيوبيا و يوغندا وغيرها، للحديث بلا معنى و لا جوهر. ترديد ذات الشعارات و ذات النقاط و كأنها ستفيدهم في شيء.
5. تشكيل لجان وفرق عمل لدراسة وضع الحمار وتحليل علاقاته واحتياجاته و شؤونه من كل الجوانب. أو الاعلان عن تغيير الخطط بالتوقيع على ميثاق سياسي والنية عن اعلان حكومة موازية.
6. بعد سنتين من الهزائم المتلاحقة، تثبت النتائج الواضحة من البداية أن مآلات المليشيا ومشروع من تحالف معها الى هزيمة وادانة ومحاكمة. تماما كما أن الحمار قد كان ميتا من الأساس.
و لكنهم بدلا عن الاعتراف بالحقيقة الواضحة، (موت الحمار، و هزيمة المليشيا و خسران اهدافهم)، فانهم مازالوا يصرون و يكابرون ويبررون، و يصدرون مزيدا من الجلبة، رغم أنهم دوما يحصدون مزيدا من الهزائم والادانات و قتل جنودهم الى أن تقول المحاكم كلمتها العدل الفصل.
و كما اجبرتهم الدولة بمؤسساتها وشعبها على تنفيذ مخرجات اتفاق جدة بالقوة الجبرية، فإن مآلهم النهائي الان إتضح تماما و انحصر بين إثنين لا ثالث لهما: إما الاستسلام لتقول المحاكم كلمتها، وإما الموت ليقول السلاح كلمته!