وطن الإعلامية – الأحد 9-3-2025م:
من روائع الأدب العالمي قصة اختطاف معلن للأديب جبرائيل غارسيا ماركيز سكب فيها خياله الخصب عن قصة اختطاف في دولة كولمبيا التي سادت فيها العصابات وباد فيها تجار المخدرات وقد اورث الكولمبيين مليشيا آل دقلو دقلو كيفية اختطاف الضحايا انتظارا للمساومات والابتزاز للحصول على المال وكان قدر الأخوة في مصر الوقوع في يد مختطفين من عصابات ال دقلو ووضعهم كرهائين في ظروف بالغة السوء وجميع الأخوة المصريين من عامة الشعب ليس من بينهم ضابط مخابرات ولامهندس ري ولا حتى موظفا في السفارة والوجود المصري في السودان مثل الوجود السوداني هناك ولكن مليشيات الدعم السريع تستبطن عداء غير مبرر نحو الشعب المصري وحكومته لذلك وضعت الرهائن في ظروف شديدة القسوة وتنقلت بهم من مكان لآخر
ماكانت أجهزة الأمن السودانيه بعيدة عن مراقبة أوضاع الرهائن ونقلهم من مكان لآخر وجهاز الأمن والمخابرات يخطط في صمت لكيفية تحرير الرهائن وكلما وضعت خطة لتحرير الرهائن مع الحزر الشديد حفاظا على أرواحهم بدلت المليشيا مكان احتجازهم وتبعا لذلك تتبدل الخطة وتوجل عمليه التنفيذ حتى جاءت ساعة الخلاص وبخبرة تراكمية لأكثر من أربعين عاما حيث كانت نواة جهاز الأمن الحالي في عهد الرئيس الأسبق جعفر نميري ونفذ حينها عمليات سرية وعلنية مع القوات المسلحة أشهرها تحرير الرهائن الغربيين من أنياب حركة الأنانيا في جبل بوما أقصى جنوب السودان ورغم قرار حل الجهاز بعد الانتفاضة ولكنه احتفظ بارث تراكمي من الخبرات اعانته في تنفيذ عمليات إخلاء واجلاء وعمليات اقتحام لمقرات تتحصن فيها جماعات إرهابية مسلحة في الخرطوم ولذلك تعتبر عملية تحرير الرهائن المصريين التي نفذها جهاز الأمن اخيرا امتداد لنجاحات سابقة في هذا المضمار وهي عمليه رغم تعقيداتها استطاع فرسان السودان تنفيذها بنجاح وجد الإشادة والتقدير من الاخوة في مصر وهم أهل خبرة ومعرفة بصعوبة نجاح مثل هذه العمليات من غير خسائر في أرواح منفذي العمليه أو أرواح وسط المخطوفين .
في كل يوم يثبت جهاز الأمن والمخابرات جدارته في الحفاظ على أمن البلاد وحينما استهدفت حكومة حمدوك وناشطي السفارات بعد سقوط نظام الإنقاذ فإنهم كانوا على يقين بأن نجاح مخطط تغير وجه السودان واستباحت أرضه ونهب موارده من قبل الدول الأوروبية والعربية مهمة مستحيلة في جود جهاز أمن له خبرة طويلة في أعمال كشف مخططات الأعداء ولذلك كان الإلحاح والسعي لحل جهاز الأمن وعندما فشلوا كانت الخطة الثانيه قص اجنحته وتدجينه ولكن العنايه الإلهية كانت حاضرة وبقي هذا الجهاز الذي لم يحارب فقط مع القوات المسلحة في معارك الكرامة ولكنه كان في طليعة مقتحمي اوكار المليشيا ومانجاح تحرير الرهائن الا قليل من كثير.