وطن الإعلامية – الجمعة 28-3-2025م:
في هذا اليوم العظيم من العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، حققت القوات المسلحة السودانية نصرًا استراتيجيًا بإكمال تحرير ولاية الخرطوم، بعد أن عانت لأكثر من عامين تحت وطأة قوى العدوان. خلال تلك الفترة، تعرض المواطنون لأبشع الانتهاكات، وشهدت العاصمة فصولًا مأساوية من الجرائم التي ارتكبتها الميليشيا ضد الأبرياء.
■ إن تحرير الخرطوم يمثل نقطة تحول كبرى في مسار المعركة لاستعادة الدولة السودانية، فهو ليس مجرد نصر عسكري، بل هو انتصار شامل على كل المستويات:
● 1 – عسكريًا: تمكنت القوات المسلحة من تحطيم البنية العسكرية للمتمردين ، والقضاء على قدراتهم القتالية رغم الدعم الكبير الذي تلقوه من الدول الراعية، وعلى رأسها الإمارات. لقد سحقت قواتنا المسلحة ترسانة الميليشيا التي راكمتها على مدار السنين، لتؤكد أن السودان لا يقهر بإرادة أبنائه.
● 2- إنسانياً: تمثل الخرطوم أكبر منطقة نزوح في السودان، وبعودتها إلى حضن الوطن، تتسع رقعة المناطق الآمنة، ما يفتح الباب أمام عودة النازحين إلى منازلهم واستعادة حياتهم الطبيعية بعد معاناة طويلة.
● 3- اقتصاديًا: الخرطوم هي قلب الاقتصاد السوداني، إذ تضم أكبر قاعدة صناعية وسوق استهلاكي، كما تعد مركزًا حيويًا للمواصلات. تحريرها يعني انطلاق عجلة التنمية من جديد، بما يحقق قفزة اقتصادية تساهم في إعادة بناء البلاد.
● 4- سياسيًا: بسقوط الميليشيا في الخرطوم، انتهت محاولات فرض واقع سياسي موازٍ، وأُجهضت كل المؤامرات الرامية إلى تشويه المشهد السياسي. هذا النصر يمهد الطريق أمام استعادة الحياة السياسية في السودان، بعيدًا عن التدخلات الخارجية، وإطلاق عملية سياسية يمتلكها السودانيون وحدهم.
■ ما بعد التحرير: معركة إعادة الإعمار وبناء السودان الجديد
إن هذا النصر العظيم يضع على عاتق كل السودانيين مسؤولية كبيرة في إعادة الإعمار والمساهمة في نهضة البلاد. المرحلة القادمة تتطلب تكاتف الجهود، حكومةً وشعبًا، لتحقيق الاستقرار وبناء دولة قوية قادرة على مواجهة التحديات.
■ نهنئ الأمة السودانية، والقوات المسلحة، وكل القوى الوطنية المساندة بهذا الإنجاز العظيم، ونسأل الله أن يتقبل شهداءنا الأبرار، ويشفي جرحانا، وأن يتمم علينا النصر بتحرير كل شبر من أرض السودان، ورفع رايته عالية خفاقة.