وطن الإعلامية – الثلاثاء 29-4-2025م:
▪️ في الوقت الذي ننتظر فيه قرارات مفصلية تعيد ترتيب المشهد التنفيذي في واحدة من أكثر لحظاته تعقيدًا، رشحت أنباء قوية عن تعيين السفير المخضرم دفع الله الحاج علي وزيرًا لشؤون مجلس الوزراء وقائمًا بأعمال رئيس الوزراء. ورغم ما يبدو من أهمية المنصب الجديد، فإن النظر إلى الرجل من زاوية كفاءته وتجربته الطويلة في الحقل الدبلوماسي يفتح الباب أمام تساؤل مشروع: هل نحن بصدد تضييق واسعٍ أم توظيف أمثل للقدرات؟
▪️ دفع الله الحاج، رجل المهام الكبيرة، ظل لعقود أحد أعمدة الخارجية السودانية، سفيرًا في عواصم القرار، ومندوبًا دائمًا في المنظمات الدولية، وصاحب بصمة واضحة في كل محطة خدم فيها. لا يتردد كثيرون من العاملين في الحقل السياسي والدبلوماسي في وصفه بأحد آخر القلائل الذين يجمعون بين الكفاءة، والحنكة، والقدرة على الإمساك بخيوط الملفات المعقدة بحرفية نادرة.
▪️ لكن تعيينه على رأس “شؤون مجلس الوزراء”، وإن كان اعترافًا ضمنيًا بثقل الرجل، يبدو في نظر مراقبين بمثابة حشر لهذه الكفاءة النادرة في ماعون إداري ضيق، يحرم البلاد من استثمارها في واجهتها الخارجية التي تواجه واحدة من أسوأ أزماتها منذ الاستقلال. فالبلد المنهك بالحرب بحاجة ماسّة إلى وزير خارجية استثنائي، يعيد نسج علاقاتها الإقليمية والدولية، ويدير ملفات معقدة تتصل بالعزلة الدبلوماسية، والانقسام السياسي، والتقاطعات الإقليمية الحادة.
▪️ إن عدم تكليفه بحقيبة الخارجية، في هذا التوقيت الحرج، يُعد خسارة دبلوماسية لا تُعوّض، إلا إذا صح ما تردد عن ترشيح السفير الكفؤ “عمر عيسى” لتولي وزارة الخارجية، وهو ما من شأنه أن يخفف من وقع هذا الإهدار غير المبرر للخبرات التخصصية.
▪️ في نهاية المطاف، يمكن القول إن الدفع بدفع الله الحاج إلى مقدمة الجهاز التنفيذي يُعَد رهانًا على الكفاءة، لكنه رهان في غير ميدانها الطبيعي. وفي ظل أزمة متعددة الأبعاد تعصف بالبلاد، فإن توظيف الموارد النادرة يجب أن يخضع لمعادلة الكفاءة أولًا، لا الضرورة الإدارية أو الترتيبات السياسية العابرة.
🔹 خلاصة القول ومنتهاه 🔹
▪️ الخسارة هنا ليست في المنصب، بل في تعطيل طاقة نادرة يحتاجها السودان في أهم معاركه على الساحة الدولية. ولن يُعوَّض هذا التراجع إلا بتأكيد ترشيح السفير عمر عيسى وزيرًا للخارجية، ليظل للمدرسة الدبلوماسية السودانية صوتها ومكانتها
قناة تلفزيون السودان (بث مباشر)
قناة الزرقاء (بث مباشر)







