وطن الإعلامية – الإثنين 26-5-2025م:
أرسلت الشرطة تطمينات مهمة إلى سكان ولاية الخرطوم في محلياتها السبع بوضع خطة محكمة لتأمين الأحياء السكنية والمرافق الخدمية من خلال نشر الارتكازات بمشاركة كافة الإدارات الشرطية، وتسيير أطواف للتعامل مع المهددات الأمنية وتجفيف بؤر الجريمة والظواهر السلبية والتعامل الحاسم وفقا للقانون بجانب التركيز على العمل المنعي وتفعيل العمل الميداني بالمباحث الجنائية والدفع بالدوريات، حيث شدد اجتماع إسناد تأمين ولاية الخرطوم برئاسة المدير العام لقوات الشرطة الفريق أول شرطة خالد حسان محي الدين على ضرورة إنفاذ الخطة التأمينية الموضوعة بصورة عاجلة.
أدوار مهمة:
وفي الحادي والعشرين من مايو الجاري 2025م أعلنت القوات المسلحة ولاية الخرطوم خاليةً من متمردي ميليشيا الدعم السريع الأمر الذي فتح الباب واسعاً أمام عودة المواطنين من النازحين واللاجئين إلى منازلهم، وهي خطوة تضع الشرطة السودانية تحت دائرة الضوء باعتبارها المؤسسة النظامية المسؤولة عن فرض هيبة الدولة وبسط سيادة حكم القانون وحماية الأرواح والممتلكات، وذلك من خلال إعادة بسط الأمن والاستقرار بالانتشار السريع والمنظم لضبط الأمن ومنع الفوضى وعمليات النهب والانتقام، وحماية المدنيين والحفاظ على ممتلكاتهم وضمان أمن الأحياء السكنية والأسواق والمرافق الحيوية.
تعامل قانوني:
ويرى مختصون أن الشرطة معنية في المرحلة المقبلة بالتعامل القانوني مع الخارجين على القانون، وتقديمهم للعدالة وفق الإجراءات القضائية، والتعاون مع الأجهزة العدلية المختصة في جمع الأدلة، وتوثيق الانتهاكات التي اُرتكبت خلال الحرب، كما تُعنى الشرطة بدور متعاظم في بناء الثقة مع المواطنين من خلال العمل بمهنية وشفافية لتعزيز العلاقة بين الشرطة والمجتمع، واستعادة ثقة المواطنين في الجهاز الشرطي، والإسهام في إعادة الحياة إلى طبيعتها بتسهيل عودة النازحين، واللاجئين، وتأمين المؤسسات التعليمية والخدمية، ودعم جهود إعادة الإعمار.
خط الدفاع الأول:
ويؤكد الخبير الاستراتيجي والأمني الفريق شرطة دكتور جلال تاور أهمية الشرطة في المرحلة المقبلة باعتبارها خط الدفاع الأول في تحقيق الأمن والاستقرار، وقال تاور في إفادته للكرامة إن دور الشرطة ينبغي أن يكون متناغماً مع دور المجتمع عطفاً على مبدأ أن الأمن مسؤولية الجميع، منوهاً إلى أهمية إشراك المواطنين في أنشطة وبرامج الشرطة المجتمعية، إضافة إلى التفاعل مع قضايا المجتمع والاستجابة الفورية والسريعة لبلاغات المواطنين، وشدد الفريق شرطة جلال تاور على ضرورة اهتمام الدولة بتمكين قوات الشرطة لتضطلع بدورها المناط بمهنية عالية، داعياً إلى ضرورة توفير الإمكانيات المطلوبة لرجل الشرطة من أجهزة ومعدات ولوجستيات من سيارات وآليات تساعده على تأدية مهامه، وإنجاز واجباته، وزاد” ينبغي أن تنتهي مرحلة عدم وجود أوراق لدى المُتحرِّي لتدوين وكتابة حيثيات البلاغات” ونوه الفريق شرطة جلال تاور إلى ضرورة مراقبة السلوك المهني وإعمال مراجعات فردية ومعرفة أسباب وأماكن غياب بعض الأفراد خلال فترة الحرب، مطالباً بضرورة زيادة القوة الشرطية وتحسين أوضاع أفراد الشرطة بتحقيق الاستقرار الوظيفي من خلال تحسين الهيكل الراتبي، ليكون راتب الشرطي الأعلى في الدولة مثلما يحدث في بريطانيا.
خاتمة مهمة:
ومهما يكن من أمر فإن الشرطة السودانية ينتظرها دور محوري في إرساء دعائم الأمن واستقرار البلاد في مرحلة ما بعد الحرب، ما يُلقي عليها بمسؤوليات جسام تتطلب الاستعداد المبكر تدريباً وتأهيلاً وتمكيناً لوجستياً ومالياً، ذلك أن نجاح الشرطة في أداء هذا الدور المحوري سيشكّل حجر الزاوية في عبور السودان مرحلة الحرب والتحول إلى مرحلة انتقالية حقيقية تفتح الطريق نحو بناء دولة القانون والمؤسسات.
قناة تلفزيون السودان (بث مباشر)
قناة الزرقاء (بث مباشر)







