وطن الإعلامية – الأحد 1-6-2025م:
▪️شهدت العاصمة الادارية بورتسودان حدثاً استراتيجياً بارزاً تمثل في تخريج الدفعة (21) التأهيلية من ضباط جهاز المخابرات العامة، بحضور رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، ومدير جهاز المخابرات العامة الفريق أول أحمد إبراهيم مفضل. هذه الخطوة ليست مجرد مناسبة تنظيمية عادية، بل تحمل دلالات عميقة سياسية وأمنية تعكس واقع الجهاز ودوره الحاسم في مرحلة حرجة من تاريخ السودان.
■ دلالات التـــوقيــت والمـعـطيــــات…..
▪️عودة جهاز المخابرات إلى تخريج دفعة تأهيلية بعد انقطاع طويل تعكس حرص الدولة على إعادة تأهيل أذرعها الأمنية الحيوية، خصوصاً مع امتداد خبرات الضباط الجدد التي تعكس سنوات من العمل الميداني والاحترافي. يأتي هذا التوقيت في ظل حرب الكرامة التي تشهدها البلاد، حيث يلعب الجهاز دوراً محورياً في مواجهة الإرهاب و المليشيات، وحماية وحدة الأراضي والسيادة الوطنية.
■ الجهاز بين الثورة والتغيير والحرب
▪️في فترة الثورة والتغيير، كان جهاز المخابرات أحد أركان الأمن القومي التي مرت بتحديات كبيرة، تعرض خلالها لمحاولات التهميش والتفكيك من قبل قوى داخلية وخارجية سعَت إلى تقويض استقراره وقدرته على الفاعلية. ثم مع اندلاع الحرب، استهدف الجهاز مباشرة في محاولة لشل دوره الحيوي، لما يمثله من عقبة أمام مخططات السيطرة على الدولة.
▪️لكن ما لم يكن في حسبان العدو، أن هذه المحاولات فشلت، بل كانت الحرب فرصة لإعادة ترتيب صفوف الجهاز، وإعادة تفعيل طاقاته الداخلية، وتجديد مستوى احترافيته، ليصبح أكثر قوة وحضوراً، وأكثر قدرة على إفشال مشاريع العدوان وعرقلة أجندات السيطرة.
■ الجهاز………. ركيزة الصمود الوطني
▪️ أثبت جهاز المخابرات في هذه المرحلة أنه ليس مجرد جهة استخباراتية بل رأس الحربة في مواجهة التحديات الأمنية والسياسية، وعقل الدولة الذي يقود المعركة بحنكة واقتدار. تجلى ذلك في تضحيات ضباطه وشهدائه الذين دفعوا ثمناً غالياً في معركة الكرامة.
■ رسائل السيادة والقيادة: خطابي الفريق أول البرهان والفريق أول مفضل
▪️ في خطابي الفريق أول عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة، والفريق أول أحمد إبراهيم مفضل، مدير جهاز المخابرات العامة، كانت الرسائل واضحة وحاسمة، حيث شددا على تماسك المؤسسة الأمنية والعسكرية، وضرورة التنسيق الكامل بين القوات المسلحة وجهاز المخابرات ككتلة واحدة متماسكة، تساهم في حماية الأمن القومي ووحدة البلاد. هذا التأكيد يرسل رسالة داخلية وخارجية عن استقرار قيادة الدولة وقدرتها على إدارة معركة الكرامة بشكل متكامل.
▪️أكدا أن الولاء يجب أن يكون للوطن فقط، بعيداً عن أي انتماءات حزبية أو جهوية، وهذا رفض صريح للتمرد وأي محاولات لإضعاف الدولة من الداخل.
▪️احترافية الجهاز،والتشديد على أن جهاز المخابرات يعمل بتجرد واحترافية عالية، بعيداً عن التسييس، ملتزماً بمهمته الوطنية في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، ودوره كعمود فقري في معركة الكرامة.
▪️ارسلا رسائل تحذير ،فقد حمل الخطابان تلميحات واضحة بأن جهاز المخابرات لن يسمح لأي جهة كانت بالمساس بعمله أو استقلاليته، وأنه مستمر في أداء دوره الحساس بكل جدارة والتزام، ما يشكل رادعاً أساسياً أمام محاولات تقويض الدولة.
■ خـلاصـــــة الــقـــــول ومُـنـتـهــــاه
▪️تخريج هذه الدفعة التأهيلية في ظل ظروف الحرب الراهنة ليس حدثاً عادياً، بل إشارة قوية تعكس صمود جهاز المخابرات وقدرته على التجدد، وتحوله إلى ركيزة أساسية في معركة الدفاع عن الوطن. يمثل الجهاز اليوم عنصراً مركزياً في حماية الأمن القومي، وهو السد المنيع أمام محاولات تفتيت الدولة وفرض أجندات خارجية مشبوهة. في زمن الحرب، أثبتت الخبرة والاحترافية التي يتمتع بها ضباط المخابرات أنهم العمود الفقري لأي خطة وطنية للحفاظ على الأمن والاستقرار، وهذا ما تؤكده رسائل القيادة التي لم تترك مجالاً للشك في ولاء الجهاز وإصراره على أداء مهمته الوطنية بكل قوة وحزم.
قناة تلفزيون السودان (بث مباشر)
قناة الزرقاء (بث مباشر)







