وطن الإعلامية الجمعة 3-11-2023م:
📍المنطقة التي تُعرف اليوم باسم الإمارات العربية المتحدة كانت جزءاً من الإمبراطورية العمانية ، ثم الإمبراطورية العثمانية ، ولكنهم حكموها من خلال شيوخ القبائل ، وكانت تُعرف باسم الغبراء ، وقد ورد ذلك في كتاب المعجم الجغرافي للبلدان لأبي عبيد البكري ، وفي كتاب تاريخ الخليج العربي لحمَد الجاسر ، كما ورد في الوثائق التاريخية البريطانية ، وقد وضعت بريطانيا يدها على هذه المنطقة من خلال عدة اتفاقيات أبرمتها مع شيوخ قبائل المنطقة بدأتها عام ١٨٢٠م باتفاقية السلام والصداقة مع شخبوط بن ذياب آل نهيان شيخ إمارة أبوظبي والوكيل البريطاني في الخليج العربي Cap. William Grate ، وليس آخرها اتفاقية المنع أو التحريم في ١٨٩٢م والتي وقعها شيوخ الإمارات السبعة (أبوظبي ، دبي ، رأس الخيمة ، الشارقة ، عجمان ، أم القوين ، الفجيرة) ، وسُمِّيت بالإتفاقية النهائية ومنها كانت البداية لسيطرة بريطانيا على امارات الساحل العماني حيث باشرت الحكومة البريطانية بتمثيل امارات الساحل دولياً في الشؤون الخارجية ، وبه علقت امارات الساحل سيادتها الخارجية بالحماية البريطانية ، واصبحت بريطانيا المخولة برسم سياسة هذه الإمارات ، ومنحت المشايخ الاستقلال في إدارة شؤونهم الداخلية إلا انها عزلتهم عن العالم الخارجي باحتكار السياسة الخارجية الخاصة والحاقهم بوزارة المستعمرات ، ومن خلال هذه الإتفاقية ضمنت بريطانيا سيطرتها المطلقة على الإمارات حتى نيلها الاستقلال في ١٩٧١م ، فترأس الاتحاد الشيخ زايد بن سلطان ثم خلفه ابنه خليفة بن زايد ، ومن بعده محمد بن زايد ، وكان قد ساهم في كتابة دستورها عدد من الخبراء العرب ومن بينهم د. حسن عبدالله الترابي.
📍يبلغ تعداد السكان أكثر من ١٠ مليون نسمة بينما الإماراتيون لا يزيدون عن مليون نسمة (١٥% منهم شيعة) غالبيتهم ينحدرون من قبائل متعددة:
▪️قبيلة بني ياس هي أكبر قبيلة في الإمارات ، وتشكل حوالي ٤٠% من الإماراتيين ، وهي التي ينتمي إليها آل نهيان.
▪️قبيلة القواسم وهي قبيلة كبيرة تنتشر في الإمارات وعمان والبحرين.
▪️قبيلة المناصير وهي قبيلة كبيرة تنتشر في الإمارات وعمان والسعودية.
▪️قبيلة النعيم وهي قبيلة كبيرة تنتشر في الإمارات وقطر والسعودية.
▪️قبيلة العوامر وهي قبيلة كبيرة تنتشر في الإمارات وقطر والسعودية.
▪️قبيلة الشحوح وهي قبيلة تعيش في إمارة الشارقة.
▪️قبيلة المزاريع وهي قبيلة تعيش في إمارة دبي.
▪️قبيلة العبدولي وهي قبيلة تعيش في إمارة رأس الخيمة.
▪️قبيلة الخواطر وهي قبيلة تعيش في إمارة الفجيرة.
▪️بالإضافة إلى قبائل أخرى مثل بني كعب السودان ، جبور ، بنو الحارث
📍وقعت عدة محاولات كادت أن تؤدي لتفكك الاتحاد ، أهمها:
▪️عام ١٩٧٢م أعلنت إمارة الشارقة استقلالها عن الاتحاد فتم قمع هذه المحاولة بسرعة من قبل القوات المسلحة الإماراتية.
▪️عام ١٩٨١م أعلنت إمارة الفجيرة استقلالها عن الاتحاد فتم قمع هذه المحاولة بسرعة من قبل القوات المسلحة الإماراتية.
▪️عام ١٩٩٤م أعلن حاكم إمارة رأس الخيمة الشيخ صقر بن محمد القاسمي أنه يريد إعادة النظر في الاتحاد ، فتم حل هذه الأزمة في اجتماع جمعه برئيس الاتحاد آنذاك.
▪️عام ٢٠١٣م أعلن حاكم إمارة عجمان، الشيخ حميد بن راشد النعيمي أنه يريد إعادة النظر في الاتحاد ، فتم حل الأزمة باجتماعه برئيس الاتحاد.
📍أسباب الخلافات بين الإمارات المكونة للاتحاد بإيجاز:
▪️الخلافات السياسية حول توزيع الثروة والسلطة بين الإمارات ، وكذلك التباين في قضايا السياسة الخارجية والداخلية ، فأبوظبي تميل إلى اتخاذ موقف أكثر تشدداً في القضايا الإقليمية ، بينما تميل دبي إلى اتخاذ موقف أكثر اعتدالاً ، وينطبق ذات الأمر في قضايا داخلية مثل حرية التعبير والحقوق المدنية.
▪️الاختلافات الاقتصادية في تفاوت مستويات التنمية الاقتصادية بين الإمارات ، واختلاف الرؤى في توزيع الموارد المالية والاقتصادية بين الإمارات السبع ، فإمارتي أبوظبي (النفط والغاز) ودبي (مركز تجارة عالمي) تسيطران على معظم الموارد المالية والاقتصادية ، وهو ما يبعث حالةً من عدم رضا الإمارات الأخرى.
▪️التغييرات الديموغرافية بزيادة عدد السكان الأجانب في الإمارات ، علاوةً على التنافس القبلي حد الصراع على السلطة والموارد ، وتأثيرات التداخل القبلي والتنافس الخليجي.
📍يعود النزاع الإماراتي الإيراني على الجزر الثلاث (طنب الصغرى ، طنب الكبرى ، أبوموسى) إلى القرن التاسع عشر ، عندما كانت الإمارات تحت حكم الإمبراطورية العثمانية. وكانت الجزر الثلاث حينها خاضعةً لسيطرة العثمانيين ، ولكن إيران كانت تدعي ملكيتها لها ، وبمجرد استقلال الإمارات في ١٩٧١م رفضت إيران الاعتراف بتبعية الجُزُر للإمارات وقمت باحتلالها عام ١٩٧٤م ، وفي عام ٢٠١٩م تصاعد التوتر بين الدولتين بسبب قيام إيران ببناء منشآت عسكرية على الجزر الثلاث.
📍تاريخ الاغتيالات لحكام آل نهيان طويل ودموي ، حيث تعرَّض العديد من حكام الإمارة للقتل منذ تأسيسها في القرن الثامن عشر ، وترجع الأسباب للصراع على السلطة بين أفراد الأسرة الحاكمة ، والانقلابات السياسية ، وصراع السيطرة على الموارد ، وبسبب كل عوامل العداء والتهديد .. وإلى جانب ذلك يمكن إجمال تحديات (محفزات تقويض الاستقرار) الإمارات في الآتي:
▪️التهديد الطائفي
▪️التهديد الطبقي
▪️التهديد الديمغرافي
▪️العوز المائي
▪️الأطماع الداخلية والإقليمية والدولية
▪️الاستبداد
▪️انعدام المؤسسات الديمقراطية
▪️تراجع الحريات العامة
▪️عدم المساواة المجتمعية
▪️تكلُّس أنظمة الحكم
▪️الثورة المعرفية والتكنلوجية
▪️الانفتاح غير المحسوب بعد انغلاق غير مدروس
▪️التنافس القبلي
▪️التمييز الإثني
▪️احتدام الصراع بين التطرف والإفراط
▪️فُحش الموارد وسوء توزيع الثروة
▪️الجوار المُلتهب
▪️المظالم التاريخية
▪️الصراع الدولي
▪️التنافس الضار بين الدول الخليجية
▪️النزاعات الحدودية
▪️الاستلاب الثقافي
▪️السياسات المتهورة
📍تستعين الإمارات العربية المتحدة بشركات عسكرية لحماية الدولة ونظامها الحاكم ، وقد زادت هذه الاستعانة في السنوات الأخيرة ، حيث تعاقدت الإمارات مع عدد من الشركات العسكرية العالمية لتزويدها بالأسلحة والتدريب والدعم اللوجستي ، وتشمل الشركات العسكرية التي تستعين بها الإمارات العربية المتحدة ، شركة Lockheed Martin الأمريكية ، وشركة Boeinh الأمريكية ، وشركة Raytheon الأمريكية ، وشركة Airbus الألمانية ، وشركة BAE Systems البريطانية ، وتستخدم الإمارات هذه الشركات العسكرية ، حماية الحدود والمناطق الحيوية ، ومكافحة الإرهاب ، والمشاركة في العمليات العسكرية في الخارج ، وتعتبر الإمارات من أكبر مستوردي الأسلحة في العالم، حيث بلغت قيمة وارداتها من الأسلحة في عام ٢٠٢٢م حوالي ٢٧ مليار دولار.
📍العلاقات الإماراتية الإسرائيلية تعود إلى عام ١٩٧٩م حين وقعت الإمارات العربية المتحدة معاهدة سلام مع إسرائيل ، وتعززت العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات ، وعام ١٩٩٤م تبرع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي بمبلغ مائة مليون دولار لبناء مستشفى يهودي في إسرائيل ، وعام ٢٠٠٨م افتتح الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء وحاكم دبي سفارة الإمارات العربية المتحدة في إسرائيل ، وعام ٢٠١٣م وقعت الإمارات العربية المتحدة اتفاقية تعاون مع إسرائيل في مجال الطاقة ، وعام ٢٠١٧م قام الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بزيارة رسمية إلى إسرائيل ، وبلغت اتفاقيات التعاون بينهما بعد اتفاقيات ابراهام ١٥ سبتمبر ٢٠٢٠م حد التكامل والانتاج العسكري المشترك تحت شعار الأدمغة من اسرائيل والمال من الإمارات.
📍ورغم وجود حوالي ست قبائل مشتركة بين *قطر والإمارات .. غير أن جروحاً غائرة ظلت تكسو علاقات البلدين ، وترجع جذور النزاع القطري الإماراتي إلى التنافس على النفوذ وتقاطع المصالح وخلافات اجتماعية وثقافية ، ويمكن استقراء ذلك في الأحداث التالية:
▪️حرب قطر البحرين ١٨٦٧م-١٨٦٨م والتي شاركت فيها إمارة أبوظبي إلى جانب البحرين ، وفعلوا بالدوحة ما فعله الجنجويد بالخرطوم ، فأخذت قوات البحرين كل ما أرادت ، واستولت قوات أبوظبي على أسقف البيوت الخشبية بعد أن عملت على تفكيكها ، وحملت العوارض الخشبية والأبواب مع أعمدة النخيل ، فضلا عن القوارب والأواني المنزلية التي تركها أصحابها ، وانتهى الأمر بأغلبية سكان ساحل قطر إلى الشتات واللجوء إلى الموانئ العربية والفارسية ، وكان من نتائجها اعتراف بريطانيا بآل ثاني حكاماً على قطر.
▪️عام ١٨٩٢م ورداً على خلافات مالية وهجمات على قطعان إبل هاجمت قوات أبوظبي الدوحة عام ١٨٨٩م فتم نهب وتخريب وحريق الدوحة مجدداً.
▪️عام ٢٠١٧م اندلع الخلاف بين آل ثاني وآل نهيان مرة أخرى عندما فرضت السعودية والإمارات والبحرين ومصر حصاراً على قطر ذريعة دعم قطر للإرهاب ، وانتهى الحصار في عام ٢٠٢١م ، ولكن الخلافات بين البلدين لا تزال قائمة.
📍تتهم مصر حليفتها الإمارات بدعم مليشيات الإخوان المسلمين في ليبيا على ضوء اعتراف أحمد عبد الرازق القيادي في جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا في يونيو ٢٠١٦م بأن الجماعة تلقت دعماً مالياً من الإمارات ، وذلك من خلال رجل أعمال إماراتي يدعى محمد بن سويدان ، وهو ما أكدته صحيفة The New York Times ” في يوليو ٢٠١٦م التي ذكرت أن الإمارات قامت بتدريب عناصر من جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا في معسكرات في الإمارات العربية المتحدة ، وتكرر التأكيد في صحيفة Financial Times في أغسطس 2016، التي ذكرت أن الإمارات قامت بتمويل أنشطة جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا.
📍في اليمن هناك عدة ميليشيات موالية للإمارات ، بعضها معلنة ، وهي الثلاثة الأولى وتليها الغير معلنة:
▪️قوات الحزام الأمني ، وهي ميليشيا يمنية تأسست في عام ٢٠١٦م بدعم من الإمارات ، وتنشط في محافظات أبين وعدن ولحج.
▪️ألوية العمالقة وهي ميليشيا يمنية تأسست في عام ٢٠١٧م بدعم من الإمارات ، وتنشط في محافظات تعز وشبوة ومأرب.
▪️قوات النخبة الشبوانية وهي ميليشيا يمنية تأسست في عام ٢٠١٧م بدعم من الإمارات ، وتنشط في محافظة شبوة.
▪️ميليشيات القبائل الموالية للإمارات ، وتنشط هذه الميليشيات في محافظات مختلفة من اليمن.
▪️ميليشيات مرتزقة أجانب شاركت الإمارات في تجنيد مرتزقة من دول أخرى للقتال في اليمن.
📍في ليبيا يُقدّر الدعم المالي الإما اتي للمليشيات الليبية بأكثر من مليار دولار ، إلى جانب التزويد بالسلاح والعتاد ، والتدريب ، والتدخل العسكري أحياناً ، وأبرز الميليشيات الموالية للإمارات هي:
▪️مجلس ثوار بنغازي ، وهو مجلس عسكري تأسس في عام ٢٠١١م ، ولعب دوراً رئيسياً في الإطاحة بنظام القذافي ، ويتلقى المجلس الدعم المالي والعسكري من الإمارات العربية المتحدة منذ عام ٢٠١٤م ، ويقاتل إلى جانب قوات حفتر.
▪️كتيبة النواصي ، وهي كتيبة عسكرية تأسست في عام ٢٠١٢م ، وتنشط في مدينة بنغازي ومحيطها ، وتتلقى الكتيبة الدعم المالي والعسكري من الإمارات العربية المتحدة منذ عام ٢٠١٤م ، وتقاتل إلى جانب قوات حفتر.
▪️قوات الردع والتدخل السريع ، وهي قوة عسكرية تأسست في عام ٢٠١٧م ، وتنشط في مدينة مصراتة ومحيطها ، وتتلقى القوة الدعم المالي والعسكري من الإمارات العربية المتحدة منذ عام ٢٠١٨م ، وتقاتل إلى جانب قوات حفتر.
▪️كتائب الزنتان ، وهي مجموعات مسلحة محلية ، وتتلقى الكتائب الدعم المالي والعسكري من الإمارات العربية المتحدة منذ عام ٢٠١٤م ، وتقاتل إلى جانب قوات حفتر.
▪️وهناك مليشيات أخرى صغيرة مثل كتيبة صبراتة ، وكتيبة الكرامة ، وكتيبة الساحل ، وكتيبة الشهيد عمر المختار.
📍في سوريا هناك ثلاث ميليشيات موالية للإمارات وجميعها تقاتل إلى جانب النظام السوري ، وهي:
▪️الجبهة الشامية والتي تأسست عام ٢٠١٢م ، وهي ميليشيا إسلامية سنية مقرها في محافظة حلب ، وتتلقى دعماً مالياً وعسكرياً من الإمارات العربية المتحدة منذ عام ٢٠١٣م.
▪️فيلق الشام والذي تأسس عام ٢٠١٣م ، وهو ميليشيا إسلامية سنية مقرها في محافظة إدلب ، ويتلقى دعماً مالياً وعسكرياً من الإمارات منذ عام ٢٠١٤م.
▪️جيش الإسلام والذي تأسس عام ٢٠١٣م ، وهو ميليشيا إسلامية سنية مقرها في محافظة حلب ، ويتلقى دعماً مالياً وعسكرياً من الإمارات منذ عام ٢٠١٥م.
📍التبادل التجاري بين السودان والإمارات العربية المتحدة في عام ٢٠٢٢م لايتجاوز ١.٨ مليار دولار (في ذات العام بلغ التبادل التجاري بين الإمارات وإيران ٢٢ مليار دولار ، وبين الإمارات والسعودية ٣٧.٥ مليار دولار) ، صادرات السودان منها ١.٠١ مليار دولار ، والواردات ٧٩٠ مليون دولار ، وبيانات السفارة الإماراتية في الخرطوم تقول بأن حجم الاستثمارات الإماراتية في السودان عام ٢٠٢٢م تبلغ ٢.٢ مليار دولار ، وبناءً على بيانات الهيئة الإتحادية للهوية والجنسية والجمارك الإماراتية فإن عدد السودانيين المقيمين بالإمارات حوالي ٧٥٠ ألف سوداني ، ويتراوح عدد الشركات السودانية بالإمارات (كتاب سودانيون بدولة الإمارات العربية المتحدة سياحة توثيقية في حياة المهاجرين) بين ٧٧ – ٥٩ شركة برأس مال سوداني يبلغ ٧.٦ مليار دولار ، وحسب بيانات وزارة الاقتصاد الإماراتية تبلغ الديون الإماراتية على السودان ٤.٩ مليار دولار.
📍صحيفة الشرق الأوسط في عددها الصادر بتاريخ ٢٠ يوليو ٢٠٢٣م أوردت أن الإمارات أنفقت ٢ مليار دولار على المليشيات المسلحة السودانية ، وإلى جانب قوات الدعم السريع تُقدِّم الإمارات الدعم والتمويل لبعض الحركات المسلحة الأخرى وتقارير الأمم المتحدة تؤكد ذلك ، وهناك أحزاب وكيانات وقيادات سودانية تم استلابها تماماً بالمال السياسي الإماراتي ، وضمن كل ذلك سقطت مجموعة من الشخصيات السياسية والصحفية والأهلية وغيرها .. فريسةً لأنشطة الرشاوى والابتزاز الإماراتية ، وليس خافياً أن القرار الوطني السوداني قد تم اختطافه لصالح الإمارات منذ سقوط نظام البشير وحتى اليوم ، وبرغم دورها في تأجيج الحرب والمعلوم وطنياً وإقليمياً ودولياً ، ورغم دعمها المفضوح لتمرد الدعم السريع .. فإن الموقف الرسمي لا يشير إلى ذلك من قريب ولا بعيداً ، وتتبعه في ذلك كل القوى السياسية التي لم تتجرأ على إدانة هذا المسلك الغريب من دولةٍ ما أتاها من قِبَلنا إلا الخير ، والعجب يمتد إلى كثيرٍ من الإعلاميين والقادة على المستوى الوطني والشعبي والذين لا تقصُر ألسنتهم إلا حين الإشارة إلى الإمارات!!
📍ما أوردناه من سلوك الإمارات في بعض دول المنطقة ومنها بلادنا .. هو مجرد نموذج لمنهجٍ درجت عليه الإمارات وقد امتد إلى دولٍ غيرها مثل تركيا وتونس والجزائر ..الخ .
ولا شك بأن القرار الإماراتي نفسه مُختَطف لصالح القوى الصهيونية ، فمن جانبٍ ليس للإمارات أي مصلحةٍ وطنيةٍ في هذه المغامرات المتهورة التي تقوم بها في بلاد الله الواسعة ، ومن جانبٍ آخر فإن لدى الإمارات نفسها ما يكفيها من المهددات التي تستوجب العمل عليها عِوضاُ عن مقامرتها بالهروب إلى الأمام تماهياً مع من تظنهم على كل شئٍ قدير ، ولا شك أنها ستدفع قريباً ثمن هذه السياسات الخرقاء ، فمن طبيعة الأشياء أن لا يسلم من كثُر أعداؤه ، وقل أصفياؤه ، فكيف إن كان أولئك الأصفياء هم أكثر أهل الأرض غدراً …
وبالتركيز على شأننا السوداني ، وبالنظر إلى الأرقام الخاصة بالعلاقات الثنائية بين السودان والإمارات .. فإننا لا نجد أي سببٍ موضوعيٍّ يجعل للإمارات هذا النفوذ في بلادنا ، ولسنا هنا في مقام دعوةٍ لإعلان الحرب أو حتى القطيعة -رغم أن كل ذلك ممكن ، وتكرمت الإمارات بأن لم تُبقي لنا شيئاً نخشى خسارته- ، فلازال السودانيون يُقدِّرون أواصراً قد كفَرَها حكام الإمارات دون شعبهم ، ولكننا هنا بصدد موقفٍ لاستعادة قرارنا الوطني المُختَطَف بضعف قادة البلاد ونُخَبِها ، وإن مما كشفته هذه الحرب لشعب السودان هو فجيعتنا في كثرة المُتخمِين بأموال الإمارات القذرة ، وبعضهم كان في الناس مرجوَّاً قبل هذا.