الخرطوم: وطن
يعتبر سوق الأناتيك والمنحوتات الخشبية بشارع الغابة والذي يعود لثمانينات القرن المنصرم من أشهر الأسواق السياحية و(البازرات) بالخرطوم وهو يعد من المزارات الجاذبة للسياح ومحبي إغتناء التحف المصنوعة يدوياً من المواطنين والأجانب بجنسياتهم المختلفة.
في هذا الإطار قام موقع (وطن) بجولة وسط البازرات المفتوحة وإلتقى بعدد من العاملين في هذا المجال
مزار سياحي
يقول حسين صديق العبيد صاحب أحد محلات بيع المنحوتات اليدوية والأنتاتيك ان أسرته توارثت أعمال نحت الخشب منذ ما يزيد عن الخمسة عقود والذي بدأته بصناعة المراكب بمنطقة النيل الأبيض مبيناً ان هنالك العديد من الأخشاب التي تستخدم في صناعة الأنتايك على رأسها أخشاب الأبنوس والمهوقني.
وأشار العبيد إلى ان السوق يعتبر بمثابة مزار مفتوح يجذب العديد من السياح والأجانب بيد أنه يحتاج إلى تزويده بالخدمات المختلفة من كافتريات ودورات مياه حتى يصبح أكثر جذبا مؤكداً ان المعروضات التي يقدمها سوق شارع الغابة لا تقل جودتها عن تلك التي تقدم في بازرات السوق الأفرنجي والتي تعرض مقتنايتها بالعملات الحرة مطالباً بضرورة التحول لبيع الأنتايك بالعملة الصعبة للسياح بهدف دعم الإقتصاد الوطني.
وقال العبيد ان السوق يعتبر محطة رئيسية للرحلات السفرية التي تغادر من الخرطوم للقاهرة والتي عادة ما تستهدف شراء الأنتيكات والعصي بهدف تسويقها في الخارج او إضافة المزيد من النقوش عليها مشيراً إلى ان العام 2015 شهد دخول الالات الصغيرة في مجال تشكيل الأخشاب والتي أضافة بعداً جديداً للحرفة أسهم في توسيع دائرة إنتشارها.
وأبان فضل الله صناعة هذه التحف تتم عبر عدة مراحل ابتداء من قطعة خشب خام من الأبانوس وبعض الأخشاب الأخرى، وتمر بمراحل عدة من تقطيع وتنجير ونقر وتقشير صولاً للمرحلة النهائية التي يسبقها التلميع والطلاء مشيراً إلى ان الأسعار متفاوتة بين المعروضات المختلفة بيد أنها في متناول اليد مبيناً ان أسعار البيع للأجانب تختلف عن أسعار البيع للسودانيين
بوح الأبنوس
من جانبه قال جيمس كونغ أحد العمال المهرة في صناعة الأنتايك انه عمل في هذا المجال منذ أكثر من عشرون عام مبيناً ان هذا المجال يضم العديد من التخصصات على رأسها صناعة العصي وتماثيل الحيوانات والمراكب الشراعية مشيراً إلى ان أكثر الأخشاب إستخداماً هو الأبنوس لما يتميز به من لون خارجي داكن ولحاء داخلي بلون مختلف يساعد في التشكيل عند نحته وتقشيره.
وأبان كونغ ان الأجانب من السياح والذين يقصد معظمهم السوق بمعية السودانيين بغرض الشراء وإلتقاط الصور التذكارية يهتمون بشراء تماثيل الحيوانات المختلفة في وقت يهتم فيه المواطنين بشراء أنواع العصي المختلفة وخاصة كبار السن.
الوجوه الأفريقية
في سياق متصل قال جوزيف فضل الله صاحب أحد المحلات التجارية الخاصة بعرض الأناتيك ان أكثر المبيعات في السوق هي تماثيل الوجوه الأفريقية والحيوانات بجانب القرون والتي تستهدف بواسطة الأجانب إضافة إلى منحوتات المراكب والعصي والتي يفضلها زوار السوق من السودانيين مشيراً إلى أنه ظل يعمل في المجال ما يقارب العشرة أعوام داعياً إلى تحويل السوق لمنطقة أكثر جاذبية وتوفير المزيد من الخدمات.