وصل الزعيم السياسي والديني السوداني المخضرم محمد عثمان الميرغني إلى الخرطوم قادما من مصر أمس الاثنين، رافضا أي اتفاق محتمل بين الأحزاب السياسة المؤيدة للديمقراطية والجيش.
وكان الميرغني يقيم في مصر منذ نحو 10 سنوات ويأتي وصوله للخرطوم بعد أن قال قادة عسكريون وائتلاف قوى الحرية والتغيير الحاكم السابق إنهم توصلوا إلى تفاهمات من بينها خروج الجيش من السياسة.
وكان قد أعلن قبل أيام دعمه للقوات المسلحة، ورفضه للتدخل الأجنبي في بلاده، حسب تعبيره.
ويحاول وسطاء غربيون وخليجيون ومن الأمم المتحدة كسر الجمود الذي ساد بعد استيلاء الجيش السوداني على السلطة قبل 13 شهرا، موقِفا مسار الانتقال السياسي الذي أعقب الإطاحة بعمر البشير عام 2019 بعد أن قاد السودان لمدة 30 عاما.
واستقبل الميرغني، زعيم الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل -أحد أهم الكتل السودانية، وطائفة الختمية الصوفية الكبيرة- آلاف من أتباعه وهم يقرعون الطبول في مطار الخرطوم الرئيسي.
وكان حزب الميرغني صاحب ثاني أكبر كتلة برلمانية قبل نظام الإنقاذ، وعارض حكومة البشير منذ أيامها الأولى، ثم غادر السودان عام 2013 إلى مصر.
ويتمتع الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل بقاعدة دعم قوية في المناطق الريفية بالسودان، لكنه تورط في الآونة الأخيرة في صراع بين ابني الميرغني، جعفر الذي تحالف مع الجماعات المتمردة المعارضة للاتفاق، والحسن الذي يؤيده.
ورفض الميرغني، في بيان مصور، نُشر يوم الأربعاء، الاتفاق المتسرع والتدخل الأجنبي في الأزمة السياسية، وعين “جعفر”، الذي له علاقات وطيدة في صفوف الحزب نائبا له.
وقال “إن الخطوات المستعجلة في الاتجاهات الخاطئة والاستعجال في إدراج حلول قبل وقتها قد يجلب مفسدة وضررا كبيرا”، مذكرا بالتجارب السابقة للاتفاقات التي تمت بوساطة أجنبية.
وقالت 3 مصادر في الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل إن عودة الميرغني تهدف إلى إنهاء الخلاف لصالح جعفر وضد الاتفاق، وهي خطوة قالوا إنها تهدد بتقسيم الحزب أكثر.
وللحزب الديمقراطي الاتحادي الأصل، الذي دعم عند تأسيسه الحفاظ على الوحدة مع مصر بعد استقلال السودان في عام 1956، علاقات وثيقة بالسلطات المصرية.