الخرطوم: وطن نيوز
تعد الأغنية التي تغنى بها الفنان الراحل “كرومة” تعد من
أروع القصائد للشاعر المبدع صلاح عبد السيد الملقب ب”أبو صلاح”، والتي تغني بها عدد من الفنانين والفنانات، نسبة لروعتها ومعانيها، وللقصيدة التي يقول مطلعها “شوف العين قالت دا لالا” عدة روايات مختلفة في بعض أبياتها، ألفها الشاعر منذ زمن بعيد، وصار عمرها ” 103″ أعوام و ما زال عبقها يفوح يعطر أجواء الفن إلى هذا اليوم، وتطرب الأجيال جيلاً بعد جيل، لامن الببسي بعد جيل..
ومناسبة القصيدة حسب موقع اليوم التالي أرّخ لها مؤرخ أغنية الحقيبة الأستاذ الموسوعة محمد الحسن الجقر فى كتابه “روائع حقيبة الفن” وحقيبة الفن هي تلك الأغاني التي بدأت في العشرينيات من القرن العشرين، وسيطرت على الساحة الفنية حتى الخمسينات منه، وما زال أثرها يجري في العروق يروي حركة الفن السوداني ومزاج الأدب كله حتى هذه اللحظة..
ويقول “الجقر” عن مناسبة القصيدة:” كانت تلك الحسناء على ما يبدو لها تصور خاص في ذلك الاسم ذائع الصيت (يقصد أبو صلاح) وكلماته الساحرة الآسرة الأخاذة التي تغنى بها كل شوادي وبلابل تلك الفترة، ويتهافت الكثير عندما يسمع أن الشاعر أبو صلاح قادم اليوم (لحفل) مع أحد الشوادي – وكالعادة وقتئذ يحضر الشاعر والمغني (الحفل) وعندما سمعت تلك الحسناء بهذا النبأ أعدّت نفسها لترى وتشوف للزمان هذا الشاعر الذي ملك زمام الكلمة واللحن! وقد كان، عندما بشّر العريس عند وصول ركب المغنين وفي مقدمتهم (الشاعر) أبو صلاح فى تلك الأمسية، كانت صاحبة القصة على أحر من الجمر لترى وتنظر أبو صلاح، وكان بعض الحضور قد شاهد أبو صلاح من قبل ويعرفونه، همست إحدى الحسان قائلة: “آي والله هذا أبو صلاح بعينه”، وعندما لمحت تلك الحسناء أبو صلاح الذي كان ماراً بقربها ليأخذ مكانه الاستراتيجي الذي أُعد له، همست تلك الحسناء باستغراب: “أهذا هو أبو صلاح ؟”،ورنّعت برأسها قائلة : “لا، لا، لا أظن ذلك”، فقام أبو صلاح يصور لنا ذلك المشهد شعراً يرد فيه على إنكار شخصه وشكله من قبل تلك الحسناء فقال :-
شوف العين قالت ده لا لا
ﺻﺪﺕ ﻣﻦ ﺗﻴﻬﺎ ﻭﺩﻻﻻ
ﺭﻳﺪﺗﻚ ﺳﺎﻛﻨﺔ ﺍﻟﺠﻮﻑ ﺧﻼﻻ
ﻭ ﺍﻻﻋﻀﺎﺀ ﺍﻣﺘﺰﺟﺖ ﺧﻼﻻ
ﺑﺮﺍﻕ ﺳﻨﻚ ﺷﻖ ﻻﻻ
ﻭﺳﻬﻤﻚ ﺻﺎﺏ ﺍﺣﺸﺎﻱ ﻗﻼﻻ
ﺍﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻐﻲ ﻭ ﺍﻟﻌﻼﻻ
ﻧﻮﺭ ﻓﻲ ﻧﻮﺭ ﻳﺎﺫﺍ ﺍﻟﺠﻼﻻ
ﻭﺧﺪﺍﻧﺎ ﺑﺎﻟﻤﻌﻪ ﺍﻧﺠﻼﻝ
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺮﻧﻴﻊ ﻣﺎﻟﻴﻚ ﻣﺜﺎﻻ
ﻋﻠﻤﺘﻲ ﺍﻟﻐﺼﻦ ﺍﻟﺮﺗﺎﻻ
ﺷﻮﻓﺘﻚ ﻛﻢ ﻋﺎﺷﻖ ﺍﺗﺎﻻ
ﻳﺎﻧﺴﺎﻡ ﺍﻭﺻﻒ ﺟﻤﺎﻻ
ﻭﺍﻟﻘﺎﻣﺔ ﺍﻟﺴﻴﺮﻙ ﺍﻣﺎﻻ
ﺍﻭﺻﻒ ﻟﻲ ﺍﺳﺒﺎﺏ ﻛﻤﺎﻻ
ﻭﻗﻮﻝ ﻟﻲ ﺍﻡ ﺧﺪ ﻫﺠﺮﺍﻧﻲ ﻣﺎﻻ
ﺍﻟﻨﺴﺎﻡ ﺷﺎﻝ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺘﻮﺿﻴﺢ ﺭﻭﻕ ﺭﺳﺎﻻ
ﺫﻛﺮﻧﻲ ﺍﻟﺮﻃﺐ ﺍﻟﻌﺴﺎﻻ
ﻭﻫﺎﺝ ﺍﻟﺸﻮﻕ ﻭﺍﻟﺪﻣﻌﺔ ﺳﺎﻻ