وطن الإعلامية – الجمعة 23-8-2024م:
~ الطقس في بورتسودان ساخن إذ تتجاوز درجة الحرارة حاجز الـ 40 والرطوبة عالية ، ما اضطر حكومة ولاية البحر الأحمر إلى اتخاذ قرار يايقاف الدراسة للمدارس الابتدائية والثانوية ، وعلمنا أن الشهر الماضي كان أعلى حرارةً ورطوبةً ، ورغم ذلك يحاول سكان بورتسودان بمن فيهم مئات الآلاف من النازحين من الخرطوم والجزيرة ودارفور أن يصمدوا في مواجهة الأهوال التي تعرضوا لها بسبب المليشيا المتوحشة ، ليبقوا في السودان ، يغالبون الحياة رغم وطأة الضغوط وقسوة المأساة وفظاعة العدوان.
~ لم تكن المدينة الساحلية التي زرتها عدة مرات في عهد الوالي ايلا والوالي علي حامد ، ونزلتُ بذات الفندق عندما كان اسمه (هيلتون) قبل نحو 17 عاماً ، لم تكن مهيأة لاستقبال هذه الأعداد الكبيرة من النازحين من الولايات الأخرى.
~ كتبتُ وقتها أن شوارع بورتسودان أنظف من شوارع الخرطوم، ولكن الانفجار السكاني الذي تعرضت له المدينة بعد الحرب ، وسوء إدارة الولاة في عهد ما بعد الثورة أحال بورتسودان إلى مدينة بائسة تنقطع عنها الكهرباء والمياه لساعات طويلة وترتفع فيها أسعار جميع السلع الاستهلاكية بأرقام غير معقولة ، إذ يتجاوز إيجار الشقة المفروشة فيها المليون جنيه (مليار) ، بينما الشقة في أم درمان كرري لا يتجاوز 400 ألف جنيه مع خدمات أفضل !!
~ ويبذل الوالي الجديد الفريق مصطفى محمد نور الذي لم نسعد بلقائه ، جهوداً مقدرة لتحسين وجه الساحل ، ولكن التحدي كبير والواقع مرير.
~ الفريق أول كباشي .. حميمية اللقاء
~ إجراءات التأمين مشددة عند مدخل مقر إقامة نائب القائد العام الفريق أول ركن شمس الدين كباشي ، منزله الفسيح مجاور لمكتبه.
~ عند باب الصالون الرحيب ، وقف الجنرال الفارع يستقبلنا بحرارة ومحبة واحترام ، وظل كباشي خلال اللقاء ينادي كل منا بالاسم (أستاذ فلان وأستاذة فلانة) ، وسأل عن عضو الوفد المصري المنتج بقناة القاهرة الإخبارية الذي تخلف عن الرحلة لأسباب إدارية (وين أستاذ إسلام ؟).
~ ورغم رفض الكباشي بشدة إجراء حوار خاص للقناة ، لتقديرات تخصه في الوقت الراهن ، إلا أنه كحال رئيس وأعضاء مجلس السيادة تحدث معنا بأريحية عالية وحكى تفاصيل كثيرة متعلقة بما جرى في المنامة وقبلها ، لكننا آسرنا عدم نشرها ، لتقديرات مهنية وسياسية خاصة بالوفد أيضاً.
~ بدا لي الفريق أول كباشي بصحة جيدة ، وبكامل لياقته وحيويته وذات وزنه ، عكس ما يروج المغرضون في إعلام المليشيا المتوحشة المتمردة وأعوانهم ، ليضربوا معنويات الجيش الباسل الكاسر.
~ أهم ملاحظة خرجتُ بها من لقاء نائب القائد العام أن العلاقة بينه والقائد العام في أفضل حالاتها ، فقد ظل كباشي يردد طوال اللقاء عبارة (الرئيس البرهان) كلما جاءت سيرة البرهان ولا يقول القائد العام ، نفس العبارة كان يرددها الفريق إبراهيم جابر عند لقائنا به.
~ لقد سعى البعض في التمرد ، وآخرون من داعمي الجيش ، إلى إثارة الفتنة بين القائد العام ونائبه ، لكن دهاء البرهان وذكاء الكباشي أحبط كل تلك المحاولات ، وظلت وحدة قيادة الجيش عصية على الاختراق وهي سر ثبات الجيش وبقاء الدولة راسخة تصد الهجوم العسكري الدولي الواسع الذي اجتاح السودان في الولايات الـ18 في وقت واحد صباح 15 أبريل 2023 م.
~ الكباشي الذي التقيناه مباشرةً بعد اجتماع لمجلس السيادة قال لنا 🙁 إن الشعب السوداني لم يعد يرغب في سماع المزيد من الكلام بل يريد فعل عسكري على الأرض) وربما كان هذا سبب امتناعه عن اجراءات مقابلات صحفية خاصة.
وبشر الفريق أول شمس الدين الشعب بأفعال على الأرض خلال الفترة المقبلة.
~ ويبدو أن صراخ المليشيا وحواضنها في دارفور خلال اليومين الماضيين بعد هجمات الطيران الحربي المكثفة على قواعد الدعم السريع المتمرد في الجنينة ونيالا والضعين ، تأكيدٌ على ما أرسله الكباشي من بشريات.
~ نائب القائد العام عضو مجلس السيادة أكد أنهم متمسكون بالوصول لاتفاق سلام عادل يضمن تعويض الشعب السوداني عما لحق به من أضرار جسيمة ، وشدد على ألا يقر الاتفاق أي مستقبل سياسي أو عسكري للدعم السريع.
~ الكباشي رد على سؤال حول الحوار مع دولة الإمارات لإنهاء الحرب بما يلبي مصالحها الاقتصادية ، فقال إنهم لا يرفضون الحوار معها ، وأنهم منفتحون على الجميع بما يضمن مصالح الشعب السودانى ومصلحة أي دولة تريد الاستثمار في السودان ، وأشار إلى عرض سابق غير عادل من الإمارات لاستثمار أراضي منطقة الفشقة الزراعية ، وكان ينص على شراكة بنسبة 50% للإمارات الممولة ، و25% لإثيوبيا المجاورة و25% للسودان صاحب الأرض !! ولذلك تم رفضه.
~ الكباشي أكد أن أمريكا غير جادة في تنفيذ اتفاق جدة وقال : (ليست هناك أي جهة تستطيع أن تملي علينا قرار) .
~ ودعنا الجنرال المهيب بذات الحميمية في حوش داره بعد التقاط صور تذكارية.
نواصل في الحلقة القادمة