وطن الإعلامية – الخميس 27-3-2025م:
في خطوة حملت بين طياتها دلالات سياسية وعسكرية كبيرة، قام الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، القائد العام للقوات المسلحة ورئيس مجلس السيادة الانتقالي، بزيارة رسمية للقصر الجمهوري. جاءت هذه الزيارة في وقت حساس، تزامنت مع تحرير ولاية الخرطوم من دنس مليشيا آل دقلو الإرهابية، مما أضفى عليها طابعاً رمزياً واستراتيجياً على حد سواء وتُعدّ هذه الزيارة بمثابة بيان جلي يعلن عن انتهاء حقبة كان لها تأثير سلبي على استقرار البلاد، ويبرز عزم القيادة على استعادة النظام وتطبيق القانون. ففي ظل الأوضاع التي شهدتها البلاد مؤخراً، جاءت زيارة البرهان لتكون بمثابة رسالة تأكيد على جدية الجهات الأمنية في مواجهة التحديات التي فرضتها مليشيا آل دقلو الإرهابية، ما يشير إلى بداية فصل جديد من الاستقرار والعدالة الوطنية وإن تحرير ولاية الخرطوم من سيطرة مليشيا آل دقلو الإرهابية لم يكن مجرد انتصار عسكري، بل كان رمزاً للسيادة الوطنية واستعادة حقوق المواطنين في عاصمتهم. فقد جسدت العملية جهوداً منسقة على أعلى المستويات، واستثمرت كافة الإمكانات المتاحة لتحقيق أمن المنطقة وسلامة المواطنين. كما أنها تُظهر التزام القيادة بمحاربة كل أشكال التسلط والتطرف، وإرساء دعائم دولة القانون والعدالة ويتجاوز تأثير الزيارة الجانب العسكري البحت لتصل إلى النفوذ السياسي والرمزي. فالقصر الجمهوري، الذي يعد رمزاً للسلطة والدولة، وهذا يُظهر للعالم أنه يقود مسار التغيير في البلاد. وقد رُفعت الزيارة لتكون رمزاً لتطهير مؤسسات الدولة من مليشيا آل دقلو الإرهابية ، وإعادة الثقة لدى الشعب والمؤسسات الدولية في قدرة السودان على تجاوز الأزمات الحالية نحو مستقبل أكثر إشراقاً، ففي ظل هذه الأحداث، تبرز الحاجة إلى تعزيز الوحدة الوطنية والتكاتف بين جميع مكونات الشعب السوداني. وتؤكد زيارة البرهان أن الدولة تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق الأهداف الثورية المتمثلة في إقامة نظام سياسي مدني يحترم حقوق الإنسان ويضمن العدالة الاجتماعية بعد انقضاء الفترة الانتقالية التي نصت عليها الوثيقة الدستورية المعدلة . كما أنها تضع الأساس لإعادة هيكلة المؤسسات الحكومية بما يضمن شفافية الإجراءات وكفاءة الأداء، مما يمهد الطريق لتحقيق الانتقال الديمقراطي المنشود لحكومة منتخبة بواسطة الشعب السودان الذي ضاق صبراً من سرقت ثورته بواسطة تجمع المهنيين وقوة اعلن الحرية والتغيير التي ساندت المليشيا المُتمردة وظلت تدعمها وتزين سرقتها ونهبها واغتصابها وترويعها وتشريدها للشعب السوداني .
إن زيارة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان للقصر الجمهوري لم تكن مجرد إجراء روتيني، بل حملت معها دلالات عميقة على التغيير والتحول. في وقت يترقب فيه المواطنون بشغف مستقبل السودان، جاء هذا الحدث لتُعيد الأمل وتؤكد أن الدولة قادرة على تجاوز تحدياتها الكبرى وتحقيق الاستقرار المطلوب. وبينما يُستعد السودان لخوض مرحلة جديدة من مسيرته، يبقى الأمل قائماً في بناء وطن يسوده القانون والعدالة، ويتحقق فيه السلام والرخاء لجميع أبناء الوطن.