وطن الإعلامية – الخميس 27-3-2025م:
تواجه دولة جنوب السودان تصعيدًا خطيرًا ينذر بانفجار الأوضاع وتجدد الحرب الأهلية، وسط توترات سياسية وعسكرية متسارعة. فقد حذر نيكولاس هايسوم، الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في جنوب السودان ورئيس بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام (أونميس)، من أن البلاد تقف على شفا صراع جديد قد يقوّض اتفاق السلام الموقع عام 2018.
● وأكد هايسوم أن الوضع السياسي والأمني شهد تدهورًا خطيرًا، خاصة بعد الهجوم الذي شنته ميليشيا “الجيش الأبيض” على ثكنات عسكرية كانت تحتلها سابقًا قوات الدفاع الشعبي لجنوب السودان في مدينة ناصر يوم 4 مارس.
وأشار إلى أن هذا الهجوم تسبب في ردود فعل عنيفة، حيث تتعرض المجتمعات في منطقة أعالي النيل لقصف جوي مستمر ، ما أدى إلى خسائر بشرية جسيمة بين النساء والأطفال.
● اعتقال رياك مشار يزيد من حدة التوترات في تطور مفاجئ، اعتقلت السلطات في جنوب السودان النائب الأول لرئيس الجمهورية، د. رياك مشار، دون إصدار أي بيان رسمي يوضح أسباب اعتقاله.
وذكرت قناة فرانس 24 أن قوات الأمن فرضت طوقًا مشددًا حول مقر إقامته قبل أن يتم نقله إلى جهة مجهولة، فيما شملت الاعتقالات عددًا من كبار المسؤولين المقربين منه، ومن بينهم وزير النفط بوت كانج شول ونائب رئيس هيئة الأركان الفريق جابرييل دوب لام.
ويعد اعتقال مشار تطورًا خطيرًا قد يدفع البلاد نحو انهيار العملية السياسية الهشة، خاصة أنه يعد أحد الأطراف الرئيسية في اتفاق السلام . من جهته، دعا مقربون منه المجتمع الدولي والاتحاد الأفريقي إلى التدخل العاجل لحماية الاتفاق ومنع تصاعد الأزمة.
● تصاعد التعبئة العسكرية وإعادة تجنيد الأطفال بالتزامن مع الأزمة السياسية، أفادت تقارير بوجود تصاعد خطير في التعبئة العسكرية لكل من ميليشيا “الجيش الأبيض” وقوات الدفاع الشعبي في أعالي النيل، حيث تشير مصادر إلى قيام هذه الجماعات بتجنيد الأطفال قسرًا في صفوفها، مما يزيد من تعقيد الأوضاع الأمنية ويدفع البلاد نحو مواجهة عسكرية وشيكة.
كما أثار قرار حكومة جنوب السودان طلب دعم عسكري من قوات أجنبية مخاوف إقليمية ودولية، حيث يُخشى أن يؤدي هذا التدخل إلى تفاقم الصراع وزيادة حدة المواجهات المسلحة.
● إقالات سياسية وتداعيات خطيرة
تزامن اعتقال مشار مع تغييرات سياسية جذرية أجرتها الحكومة، شملت إقالة عدد من كبار المسؤولين العسكريين والمدنيين المحسوبين على الحركة الشعبية لتحرير السودان المعارضة، بينما فرّ آخرون خارج البلاد بعد تلقيهم تهديدات.
ويرى مراقبون أن هذه الخطوات التصعيدية ستؤدي إلى تفاقم الخلافات الداخلية، وتدفع البلاد نحو مزيد من عدم الاستقرار السياسي والأمني.
● جهود دبلوماسية لإنقاذ اتفاق السلام
في ظل هذه التطورات المتسارعة، تكثف بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام جهودها الدبلوماسية بالتعاون مع شركاء دوليين وإقليميين، مثل الاتحاد الأفريقي، والهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد)، ولجنة الرصد والتقييم المشتركة، وذلك لمنع انزلاق جنوب السودان في حرب جديدة.
وفي هذا السياق، حذر هايسوم من أن “البديل الوحيد عن الحل السلمي هو الغرق في صراع مدمر قد يقضي على جميع مكاسب السلام، ويدفع المنطقة بأسرها نحو دوامة من الفوضى والعنف”.
ما يجب على السودان القيام به لحماية أمنه القومي
نظرًا لخطورة التصعيد في جنوب السودان، يتوجب على السودان اتخاذ تدابير عاجلة لحماية أمنه القومي وحدوده الجنوبية، وذلك
بتعزيز الأمن على الحدود: يجب على السودان تكثيف الدوريات الأمنية والعسكرية على حدوده مع جنوب السودان، لمنع تسلل المسلحين أو تدفق اللاجئين بأسلحة قد تهدد الأمن الداخلي.
● تنسيق الجهود مع دول الجوار الأفريقي : يجب على السودان لعب دور دبلوماسي فاعل، وحث الأطراف المتنازعة في جنوب السودان على ضبط النفس والعودة إلى طاولة الحوار،
*الخاتمة: مستقبل غامض ومخاوف متزايدة* مع استمرار التوترات السياسية والاعتقالات والتعبئة العسكرية، باتت جنوب السودان على مفترق طرق خطير، حيث يُخشى أن يؤدي الوضع الحالي إلى اندلاع حرب أهلية جديدة قد تكون أكثر دموية من سابقتها.
وفي ظل هذه التطورات، يصبح من الضروري أن يتكاتف المجتمع الدولي والإقليمي للضغط على الأطراف المتنازعة من أجل الالتزام باتفاق السلام،
● أما بالنسبة للسودان، فإن الأحداث في الجنوب تفرض تحديات سياسية وأمنية كبيرة، تستدعي اليقظة والاستعداد لحماية حدوده وأمنه القومي .