وطن الإعلامية – الثلاثاء 31-12-2024م:
مر أكثر من عام على تصريح ياسر عرمان الذي يقول فيه: ( الدرس الوحيد والفائدة الوحيدة لهذه الحرب هي أن القوة الخشنة للإسلاميين التابعين للمؤتمر الوطني قد بدأت تتدمر، يجب أن نحول الكارثة إلى منفعة، وأن نبني سودان يسع جميع السودانيين والسودانيات )
وهذه الأسئلة تفرض نفسها :
منذ بداية الحرب وحتى الآن هل استطعت أن تقاوم رغبتك في تعظيم “الفائدة” وتقف موقف الحياد في أي معركة، ولم تتمنَ أن تنتصر فيها الميليشيا وتدمر الطرف الآخر لوجود مستنفرين، من بينهم إسلاميين، معه ؟
هل تتألم لما ترتكبه الميليشيا في المناطق التي تستبيحها بعد أن تدمر الطرف الآخر، ويصبح عندك تدميراً مفيداً، لوجود إسلاميين ضمن هؤلاء المدمَّرين ؟
هل لديك إحصاءات دقيقة بمقدار التدمير الذي حدث لخصومك؟ وهل تمدك الميليشيا بالإحصاءات أم تحصل عليها بطريقتك الخاصة ؟
بعد مرور ما يقرب من العامين هل ترى حصيلة هذه الفائدة التدميرية عظيمة أم هي دون طموحك ؟
هل ساهمت شخصياً، بأي شكل، في تعظيم هذه الفائدة للحرب أم اكتفيت بالتشجيع والتمني ؟
وإن كانت الإجابة هي لا فما الذي منعك من المساهمة في تحويل الكارثة إلى منفعة وأنت قد قمت بتوجيه النداء للأخرين بأن يفعلوا ذلك؟
هل تعتبر الذين قتلتهم الميليشيا على الهوية السياسية دون أن يشتركوا في القتال ضمن هذه الفوائد، أم لديك معيار دقيق لتحديد المقتلة المفبدة والمقتلة غير المفيدة ؟
هل تشعر بالامتنان للميليشيا، ولكل من يدعمها من الداخل والخارج، بسبب هذه الفائدة؟ وإذا كانت إجابتك بلا، فلماذا ؟