وطن الإعلامية – الإثنين 14-4-2025م:
كان التنسيق مع الجيش، ومكافحة الجرائم والمخدرات، هي الحكاية التي نسجها بيان الدعم السريع لتبرير زحف قواته نحو مروي قبل الحرب بأيام. وجاء بيان الجيش لاغياً لدعوى التنسيق، وجاءت محاصرة المطار ناسفةً لدعوى لمكافحة الجرائم والمخدرات. ولم تؤلف الميليشيا حكايةً بديلةً تنفي نيتها الحربية!
انزعج قادة “تقدم” ( خالد، الجاك، جعفر) من هذا التسلسل الذي ينتهي لغير صالح الميليشيا: ( الادعاء، ثم دحضه، ثم الفراغ التبريري/غياب الحكاية البديلة)، فجهزوا جحافل عنفهم الرمزي على الحقيقة لملء هذا الفراغ نيابةً عن الميليشيا. وبتجنب الحكم على الرواية المدحوضة، وبتجنب الحكم على تكذيبيها المحكَمَين، وجدوا منطقاً تلفيقياً هلامياً مطواعاً يدين الجيش ويبريء الميليشيا فيما يخص دلالة قضية مطار مروي على نية الحرب!
وكان أكثرها غرابةً منطق خالد الذي انبنى على أن حشد الميليشيا في العاصمة كان أكبر، وبالتالي أولى من الحشد في مروي برد الفعل الأكبر، فكان حشدها الأكبر حجةً لها، وحشدها الأصغر حجةً على الجيش!
طبيعي، بل واجب مقدس، لمن لفقوا للميليشيا في مروي روايةً بديلةً لم تروها، واجب مقدس لهم أن يتبنوا روايتها في العاصمة، حيث حشدها الأكبر، وحيث رصاصها الأكثر، وحيث تظن، ومن خلفها قادة “تقدم”، أن الحقيقة ليست أقوى من الرصاص، وأن الدماء يمكن أن تتحول إلى حجج، والجرائم إلى براهين