وطن الإعلامية – الاحد 2-2-2025م:
قرابة 70 شهيداً جراء التدوين المتعمد والمقصود من قبل ميليشيا آل دقلو الإرهابية لسوق صابرين بمحلية كرري ، والعدد مرشح للارتفاع بسبب العدد الكبير في المصابين، أكثر من 150 مصاباََ بعضهم اصاباتهم خطيرة.
وقعت هذه المجزرة المروعة بعد يوم واحد فقط من توجيه الهالك حميدتي خطاب مسجل بالصوت والصورة إلى قواته تم بثه في وسائط التواصل الإجتماعي ، وتوعد فيه الجيش ومن سماهم ب (الفيلول) بالرد على الهزائم المتلاحقة لقواته في الخرطوم والجزيرة ودارفور.
ومثلما اعتادت الميليشيا الإرهابية على استهداف المدنيين فقد جاء ردها على الفور بعد خطاب الهالك نهار اليوم السبت في سوق صابرين بمحلية كرري بأمدرمان حيث قامت الميليشيا بقصف كثيف على هذا السوق الذي يكتظ بالمواطنين والمحلات التجارية ويعتبر السوق الأكبر بمحلية كرري حيث يقصده المواطنين من كافة أنحاء المحلية لشراء احتياجاتهم اليومية منه.
وقد اختارت ميليشيا آل دقلو الإرهابية وقت الذروة حيث الاكتظاظ في أوجه لتنفيذ جريمتها من أجل إيقاع أكبر عدد من الضحايا.
تأتي هذه الجريمة المروعة في وقت تتجرع فيه الميليشيا الإرهابية الهزائم المتتالية على يد الجيش والقوات المساندة له في أجزاء متفرقة من المناطق التي تنتشر فيها.
وهي ليست المرة الأولى التي تستهدف فيها الميليشيا هذا السوق فقد سبق وأن استهدفته قبل ذلك عدة مرات ، ولكن هذه المرة كان الاستهداف كبيراً وعدد الضحايا من الشهداء والمصابين أكبر وهي مسألة مقصودة فالميليشيا تعتبر أن كل من هم خارج حواضنها الاجتماعية والإثنية أعداء وأهداف مشروعة لها.
إن خطاب الهالك حميدتي كان بمثابة كلمة المرور والضوء الأخضر ممن يقفون وراء حجوة أن حميدتي ما يزال حياََ يرزق لتنفيذ هذه المجزرة البشعة.
فقد درج مخرجي هذه الحجوة على بث تسجيلات صوتية له عقب كل هزيمة تمنى بها الميليشيا ، ومن ثم تعقب هذه التسجيلات تنفيذ مجازر في المدنيين ، حدث هذا مراراََ في العاصمة الخرطوم وفي الجزيرة وفي الفاشر.
وليس ذلك مصادفة بل هو أمر مقصود لذاته من قبل الجهات التي تقف وراء الميليشيا بالدعم اللوجستي والفني والاعلامي في الكواليس وذلك من أجل تنصل هذه الجهات عن المسؤولية مستقبلاََ وتحميلها لخيال مآتة لشخص هلك وشبع موتاََ وهلاكاََ.
صحيح أن حرص هذه الجهات على ظهور الهالك حميدتي بين فترات متباعدة من أجل رفع الروح المعنوية لأفراد الميليشيا وخداعهم بأن قائدهم حي ويدير المعارك ، لكن هذا جزء صغير فقط من الخدعة الكبرى والهدف الأكثر أهمية وهو تعليق المسؤولية على عاتق شخص ميت، سقطت عنه المسؤولية القانونية في الدنيا لكنها رفعت إلى مالك الملك سريع الحساب الذي يقضي بالحق والعدل والقسط.
ينبغي ألا تمر مجزرة سوق صابرين مرور الكرام ، يجب على الحكومة أن توثقها وتضم ملفها إلى السجل الأسود لانتهاكات الميليشيا الإرهابية وتقديمها لأجهزة العدالة الدولية وقبل ذلك الوطنية كجرائم لا تسقط بالتقادم.
وعلى الأجهزة المختصة بالأمن وجمع المعلومات ومكافحة الإرهاب أن تتحرك للوصول إلى منفدي هذه المجزرة والمشاركين فيها خاصة المتعاونين مع الميليشيا الذين يوفرون لهم المعلومات ويرفعون لهم الإحداثيات لتدوين الأحياء السكنية والأسواق وقصفها.
لا بد من الوصول إلى هؤلاء الخونة وجلبهم لينالوا جزاءهم، ولا بد من إسكات هذه المدافع ومشغليها إلى الأبد حفاظاََ على أرواح الناس وممتلكاتهم، ونشراََ للأمن والأمان والإطمئنان وسط المواطنين.