وطن الإعلامية – السبت 22-3-2025م:
بالأمس أكد قائد الركب المنصور البرهان ما ظل يشدد عليه ويؤكده وهو في مجلس عزاء شهداء الإعلام العسكري والمدني يقدم واجب العزاء لذوي الشهداء الميامين أنه لا تفاوض مع ميليشيا الدعم السريع.
وهو تأكيد وقول يشي بأن هناك في محيطنا الإقليمي من يحاول التوسط لجر السودان إلى الجلوس إلى مائدة التفاوض لإبرام صيغة (تسوية ما).
فالتحليل البسيط في خضم هذا النصر المتلاحق الذي يحققه الجيش منذ الأمس بما يشبه تدحرج كرة الثلج يقول أنه ما كان للرئيس البرهان أن يعيد تأكيد ما ظل يؤكده مراراََ بأنه لا تفاوض مع الميليشيا المجرمة، ما لم يتلقى إشارات من بعض القوى الإقليمية والدولية، تشير إلى رغبة في بسط مائدة تفاوض مع الميليشيا وجناحها السياسي.
ويأتي هذا النفي القاطع من الرئيس البرهان متناغماََ ومنسجماََ مع المزاج الشعبي العام، ومعبراََ عن إرادة الشعب السوداني وقواته المسلحة والقوات المساندة لها، إذ ليس من المعقول ولا المقبول مصادرة هذا النصر العظيم بأي صورة من صور التسوية أو الصفقات أو التفاوض الذي يعني في المحصلة النهائية إعادة الميليشيا وجناحها السياسي المتلطخة أياديهم بدماء السودانيين إلى المشهد وإلى دائرة الفعل في الحياة العامة في السودان.
إن أي تحرك في إتجاه إبرام إتفاق أو عقد صفقة عبر التفاوض مع الميليشيا وجناحها السياسي يعتبر بمثابة إعطاء طوق نجاة لهم وهم ينازعون الغرق ويشرفون على الهلاك ، ومكافأة لهم على جرائمهم وخيانة لدماء الشهداء وطعن في خاصرة الوطن، وإفراغ النصر المبين الذي تحقق من محتواه ومعناه ومضمونه.
لقد نزل رفض الرئيس البرهان لأي صيغة تفاوض برداََ وسلاماََ على كل الوطنيين والشرفاء من أبناء وبنات هذا البلد الطيب أهله، وبث الطمأنينة والأمن في نفوسهم وثبت به أقدام المقاتلين الذين هم منذ الأمس وحتى هذه اللحظة في مواجهة مباشرة مع العدو من المسافة صفر يعملون بدأب على استئصال شأفتهم والقضاء عليهم وتطهير كامل منطقة وسط وشرق وغرب الخرطوم وجنوبها من رجس الأوباش، وربما بمغيب شمس هذا اليوم المبارك ستنجز المهمة ويكتمل النصر ويتم التطهير التام، فالعدو في حالة إنهيار كامل، وقد لفت انتباهي تلك الفرحة التي بدت واضحة على وجه أحد أسراهم وهو فتى يافع صغير السن وقع في قبضة قواتنا الباسلة، بدا فرحاََ مسروراََ بوقوعه في الأسر وكأنما يحتفي بنجاته من موت محقق مرغماََ ومكرهاََ ، وكأنما يعبر عن اطمئنانه وشعوره بأنه أصبح في قبضة أيدي أمينة.
لا يمكن التصالح أبداََ مع من قتلوا المواطنين الأبرياء ورموا بجثامينهم الطاهرة في آبار الصرف الصحي، ومن دفنوا الأبرياء العزل أحياء، ومن باعوا الحرائر إماء في الأسواق ومن انتهكوا الأعراض..
إن الشرف لا يمكن المساومة فيه، والكرامة لا تباع ولا تشترى، وهذه حرب الكرامة والشرف هو لب الكرامة..
وصدق المتنبيء حين قال :
لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى
حتى يراق على جوانبه الدم.