وطن الإعلامية – الثلاثاء 25-3-2025م:
في 15 أبريل 2023 أشعلت مليشيا الدعم السريع تمردًا مسلحًا في محاولة انقلابية سريعة، راهنت خلالها على إسقاط الدولة السودانية في ساعات معدودة. لكن آمالهم سرعان ما تبخرت أمام صمود القوات المسلحة السودانية، والالتفاف الشعبي الكبير حول الجيش. ليصبح هذا التمرد مغامرة فاشلة أفضت إلى صراع طويل الأمد انتهى بتحرير أجزاء واسعة من الوطن واستعادة هيبة الدولة وسيادتها.
■ رهانات فاشلة وسقوط مدوٍ :
دخلت المليشيا الحرب بترسانة عسكرية ضخمة تضم 125 ألف مقاتل، مزودين بأسلحة متطورة، وأكثر من 10 آلاف مركبة قتالية مجهزة بالمدافع والمضادات الجوية. لكن هذا التفوق العددي واللوجستي سرعان ما تلاشى أمام جيش عظيم عقيدته الوطنية راسخة، وشعب صلب لا يخضع لأي مخططات تخريبية.
خلال عامين من المعارك الضارية، تكبدت المليشيا خسائر جسيمة، حيث فقدت 70% من قدرتها العسكرية، وانسحبت من عدة مواقع استراتيجية بعد سلسلة من الهزائم القاسية في ولايات الجزيرة، سنار، النيل الأبيض، النيل الأزرق، وفك الحصار عن ولايات كردفان ودارفور، وصولاً إلى العاصمة الخرطوم.
محطات فارقة على طريق النصر
شهدت ساحات المعركة تطورات حاسمة قلبت مجرى الحرب لصالح القوات المسلحة .
■ ومن أبرز هذه المحطات :
تحرير شمال دارفور: تكبدت المليشيا خسائر كبيرة وتم تدمير جزء كبير من آلياتها العسكرية.
سقوط قاعدة الزرق (ديسمبر 2024): كانت هذه القاعدة نقطة الانهيار الرئيسية للمتمردين، حيث شُلَّت خطوط إمدادهم.
ملحمة المدرعات (أبريل 2023 – يناير 2025): معركة استنزاف طويلة تكللت بهزيمة كتائب كاملة من المليشيا، مما أسقط هيبتهم العسكرية بشكل تام .
■ صمود الفاشر السلطان
مدينة الفاشر أصبحت رمزًا للصمود، حيث تصدت لمئات الهجمات بالطائرات المسيّرة والأسلحة الثقيلة، وأثبتت للعالم أن السودان لا يُكسر.
■ تحرير الخرطوم.. وطيّ صفحة الخيانة:
بفضل الله، ثم بسالة القوات المسلحة السودانية والمستنفرين، أُعلن تحرير الخرطوم وكافة المؤسسات السيادية والمواقع الاستراتيجية. انتهت بذلك حقبة مظلمة، وطويت صفحة الفوضى. عاد القصر الجمهوري، الوزارات السيادية، والمواقع الاستراتيجية إلى حضن الدولة، فيما تبعثرت فلول المتمردين بين قتيل وأسير، وتحولت أسلحتهم إلى ركام تحت أقدام الأبطال الذين ثبتوا على عهدهم.
■ السودان بعد التمرد:
استعادة الدولة وبداية عهد جديد مع تحرير أغلب ولاية الخرطوم واستعادة كافة المؤسسات السيادية، يبدأ السودان مرحلة جديدة من إعادة البناء وترسيخ الاستقرار. قهر الجيش الوطني الباسل والشعب السوداني قوى التمرد، وأثبتوا أن لا قوة تستطيع فرض الوصاية على السودان.
■ ترسيخ الأمن وإعادة المؤسسات:
من أولويات المرحلة القادمة:
– ترسيخ الأمن، وإعادة تفعيل مؤسسات الدولة لضمان الاستقرار وتطبيع الحياة.
ومن الخطوات الأساسية في هذا المجال:
– فرض سيادة القانون لضمان استقرار المجتمع، وكبح مظاهر الجريمة والفوضى.
– إعادة انتشار الأجهزة الأمنية لتكون أكثر قدرة على مواجهة التهديدات المستقبلية.
– إنعاش الاقتصاد وتحسين معيشة المواطنين
التمرد ألحق أضرارًا جسيمة بالاقتصاد السوداني، ويستلزم الآن اتخاذ خطوات عاجلة لإعادة تنشيط الإنتاج وتحسين الوضع المعيشي للمواطنين، مثل:
– إصلاح القطاع المصرفي وضبط السياسات النقدية لتحقيق استقرار السوق وكبح التضخم.
– تشجيع الإنتاج المحلي في القطاعات الزراعية والصناعية لتقليل الاعتماد على الاستيراد.
– جذب الاستثمارات الوطنية والأجنبية لإعادة إعمار البنية التحتية وتعزيز القطاعات الحيوية.
– تحسين الخدمات الأساسية مثل الكهرباء، المياه، النقل، الصحة، والتعليم لضمان حياة كريمة للمواطنين.
– تشكيل حكومة كفاءات وطنية لقيادة المرحلة الانتقالية.
● بعد تعديل الوثيقة الدستورية، أصبح الطريق ممهدًا لتشكيل حكومة كفاءات وطنية بعيدًا عن المحاصصة السياسية. هذه الحكومة ستعمل على:
▪︎ إعادة هيكلة مؤسسات الدولة لتحقيق الشفافية والكفاءة في إدارة البلاد.
▪︎ وضع استراتيجيات للإصلاح الاقتصادي تهدف إلى التعافي السريع والمستدام.
السودان: قوة العزيمة والانتصار رغم التحديات والصعوبات، أثبت السودان أنه لا يُهزم، وأن شعبه الأبي لا ينكسر أمام المؤامرات. اليوم، ومع بداية مرحلة إعادة البناء، يعلق الأمل على وحدة الشعب السوداني وقوة الجيش في بناء دولة قوية ومستقرة، قادرة على تحقيق التنمية واستعادة مكانتها الإقليمية والدولية .