وطن الإعلامية – الأربعاء 26-3-2025م:
وصول الفريق أول الركن عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة، إلى مطار الخرطوم الدولي وزيارته القصر الجمهوري يمثلان نقطة تحول كبرى في المعركة ضد قوات الدعم السريع (الحنجويد)، هذه الخطوة الاستراتيجية ليست مجرد زيارة، بل إعلان رمزي عن استعادة السيطرة على العاصمة وتأكيد هيبة الدولة والقوات المسلحة
تمثل هذه الزيارة كسرًا للحصار الذي فرضته المليشيات على الخرطوم لأكثر من عام ونصف، إذ لم تهبط أي طائرة رسمية في المطار منذ اندلاع الحرب في 15 أبريل 2023. هبوط طائرة البرهان في قلب العاصمة، وسط ترحيب من كبار قادة الجيش، هو رسالة مباشرة بأن الجيش بات هو القوة الحاكمة فعليًا على الأرض، وأن زمن سيطرة الحنجويد على مناطق حيوية في الخرطوم قد ولى
عسكريًا، يُعد دخول البرهان إلى المطار والقصر الجمهوري دليلاً قاطعًا على تفكك قبضة المليشيات وانهيار خطوطها الدفاعية، خاصة في ظل الهجمات المضادة التي تشنها القوات المسلحة ،الجيش لا يمكن أن يسمح لطائرته بالهبوط في منطقة غير آمنة، مما يؤكد أن القوات المسلحة حققت تقدمًا استراتيجيًا كبيرًا، كما أن استقبال هيئة أركان القوات المسلحة له في القيادة العامة يعكس التنسيق العسكري المتقدم وإعادة ترتيب الصفوف لمعارك الحسم النهائي
أما على الجانب النفسي، فإن الحدثين يشكلان ضربة قاصمة للجنجويد، الذين لطالما ادّعوا السيطرة على مفاصل الخرطوم فرؤية البرهان يتجول في القصر الجمهوري، الذي كان أحد رموز الشرعية المسلوبة، هي رسالة واضحة بأن المليشيات تفقد مواقعها واحدًا تلو الآخر، مما يسرّع وتيرة انهيارها وفرار عناصرها من العاصمة.
على المستوى المعنوي، يمثل هذا التطور دفعة هائلة للجيش والمواطنين على حد سواء ، عودة قائد الجيش إلى قلب الخرطوم تعزز ثقة الجنود في النصر القريب، وتشعل الحماس بين المواطنين الذين تحملوا ويلات الحرب طيلة الأشهر الماضية ، إنه إعلان بأن الدولة لم تسقط، وأن الخرطوم ستعود لعهدها السابق تحت سيطرة القوات النظامية
بهذه الخطوة الجريئة، يكون البرهان قد فتح الباب لمرحلة جديدة من الحسم، عنوانها استعادة العاصمة بالكامل والقضاء على فلول التمرد، تمهيدًا لبداية جديدة لسودان مستقر وقوي.