وطن الإعلامية – الخميس 2-1-2025م:
السودان هذا البلد الممتد أرضا ونيلا، زرعا وضرعاً ..المتميز بمكنوناته وتكويناته ومكوناته، المؤثرة، وموارده وثرواته الزاخرة، في باطن الأرض وظاهرها،، هذا البلد الواعد ،،ذو التاريخ التالد والبطولات الخالدة،، المتباين سمتا بالسحنات المتعددة، والثقافات المتنوعة..و هوالشعب المبدع المرهف النبيل،، ظل هدفا للقوى المستعمرة ، منذ ان غزاه محمد علي باشا، من زمن بعيد، عبر جيش ابنه اسماعيل،،طمعا في الحصول على الرجال والذهب،و سعيا لاكتشاف منابع النيل، كما حدثنا التاريخ .
ثم دخله الإنجليز بحملتهم الانتقامية المشهودة بغطاء الثأر لغردون باشا الضابط الانجليزي،الذي كان آخر رؤوس العهد التركي التي اجتزها أنصار الإمام المهدي امام سرايا الحاكم العام ، في الخرطوم حينما اقتحم أسورها ستون ألفا من جنود الأمير النجومي، وأسقطوها معلنين تحريرها في السادس والعشرين من يناير١٨٨٥م
هكذا كان السودان وظل ولايزال.. هدفا للقوى المستعمرة من عهد قديم. وهكذا كانت ملاحم مقاومته للاستعمار الاجنبي، في نسختيه الأولى والثانية،،نضالا وطنيا سلميا وادبيا،، و ميدانيا عسكريا.
كانت للسودانين صولات وجولات،ومعارك، وتعارك وحركات وثورات ضد الغاصبين .والقصص والأسماء والرموز والمواقف المدونة تحكي عنها الفصول الخالدة في التاريخ. المؤكدة لصلابة إرادة هذا الشعب الأبي والأمة النبيلة.
لقد سطر السودانيون في مقاومة المستعمر الإنجليزى،، مواقف وقصصا عظيمة خالدة منها مارفع لواءه الأبيض، البطل علي عبداللطيف، ومنها ماقاده فكرا وسلما مؤتمر الخريجين، في أواسط ثلاثينيات القرن الماضي، ومشت به الجمعيات الأدبية،،ومنها ما شنق بسببه فارس الحلاوين بالجزيرة، عبد القادر الحبوب، وما استشهد لأجله في مدفعه عبد الفضيل.
ومنذ إعلان استقلال السودان،بتوحد وتوافق الحركتين الاتحادية والاستقلالية من داخل برلمان العام ١٩٥٥م،، ورفع علم الحرية، في الأول من يناير ١٩٥٦م،ذلكم التحول التاريخي المدون في تاريخ السودان.ومع تعاقب الحكومات الوطنية، مدنية وعسكرية،، ديمقراطية،بالأغلبية او ائتلافية،، ظل التاريخ يحفظ لروادنا الوطنيين حسن تدبيرهم وكفاحهم في مسيرة التحرير،، ولكنه -اي التاريخ- رصد للذين أعقبوهم وتعاقبوا على حكم البلاد،، فشلهم في رسم وتنفيذ استراتيجية بينة صميمة للبناء والتعمير.
لقد تعاقبت فترات حكمنا الوطني الديمقراطي،، والشمولى العسكري،وشبه الشمولي، فيما يعرف بنظام الحزب الحاكم الواحد،الذي استغرق في نسخته الأولى نوفمبر١٩٥٨،، ستة اعوام،، وستة عشر عاما، في الثانية مايو ١٩٦٩،، وفي الثالثة يونيو١٩٨٩م،، ثلاثين عاما .. وأسقطت الفترات بثلاث بانتفاضات شعبية في اكتوبر وابريل وديسمبر،، هبت عارمة تاريخية،وفريدة،،لكنها، اجهضت بالتفاف، ومكر وخداع السياسيين.
ومما تقدم،، يبرز سؤال مشروع ملح.. هو،، كيف لنا أن نغادر محطات التقدم الذي يقعده التراجع الذي يقارب الانهيار في بعض الأحيان،..كالحالة المؤسفة، التي آل اليها واقع السودان الآن، بضلوع فئة محدودة من الأحزاب الصغيرة المعزولة،، قادت البلاد إلى حالة الاقتتال، والتشظي السائدة الآن،، بتسلق الجماعة السياسية تلك التي سرقت بجرأة غير مسبوقة،، آخر انتفاضة شبابية شعبية هي ثورة ديسمبر التي ألبسوها شعارات غير التي انتفض من أجلها الشارع السوداني،بدءا (بمايرنو) في ولاية سنار، وعطبرة، وودمدني، والأبيض والخرطوم، وكل الدساتر والمدن والقرى والتخوم.
إن المطلوب الآن من شعبنا ودولتنا وقوانا السياسية وتكويناتنا الفئوية والأهلية. وفقا
لما نشر وينشر في هذا الصدد،، اننا نحتاج ، وجيشنا وحلفاؤه على أعتاب مرحلة جديدة،، من عمر الوطن يدخلها السودان بإذن الله،بنصر قريب وشيك،، وهزيمة ساحقة بإذن الله تطال او إنها كادت الآن، المتآمرين على بلدنا وقيمنا ومواردنا، في الداخل والخارج من الطامعين، والحالمين بمجد زائف على أشلاء الضحايا، واجساد الأبرياء. بفعل حرب مدمرة طالت بنياتنا ومنشآتنا، ودمرت مرافقنا،ومؤسساتنا.
اذن، علينا أيها الكرام،، وذكرى استقلال السودان الثامنة والستون، تمر علي بلدنا في ظرف مأساوي محزن خلفته هذه الحرب المدبرة المدمرة،،ان نلتزم او نسعى معا لترسيخ المبادئ التالية :-
* اولا..ان ندرك وننتبه الى ان ما تعرض له بلدنا في الخامس عشر من ابريل من العام ٢٠٢٣م،، مؤامرة استيطانية استهدفت وجوديتنا،، دولة وثقافة وهوية.
ثانيا..ان يرسخ اليقين عند جميع مكونات وتكوينات وقطاعات وفئات شعبنا، ألا خيار امامنا لإعادة بناء الوطن،،سوى التوحد والعزم الصادق على تجاوز كل مغبات الماضي البغيض.. من عصبيات القبيلة والجهة والحزب والفئة.
* ثالثا ان نصدق فيما نرفع من شعارات،، ومانقر من برامج وما نضع من خطط و استراتيجيات.يرسمها المختصون وذو الخبرة والكفاءات.
* رابعا ان نقلع بقناعة والى غير رجعة،، عن امراض وسوءات الاختيار للمواقع والمناصب،، فقد اقعدتنا طويلا عل المحاصصات والمجاملات.
خامسا..إن كانت فترة مابعد الحرب، هي للبناء واعادة الإعمار،، فإن الواجب والمسؤولية يقتضيان ان يوكل امر التخطيط، وتنفيذ البرامج في قادم زماننا،، للاقوياء الأمناء (حقا) من الاكفاء من العلماء وذوي الخبرات. وأن يبعد الملونون، وذو الانتماءآت.ولا غبار على من تدفع بهم حينما تحين نتائج الانتخابات.
*سادسا..ان تقوم سياستنا الخارجية على مبادئ السيادة والكرامة وتبادل المنافع والمصالح والبعد عن الاحلاف، المشبوهة.
* سابعا..وفي حال تجاوز كل ما ران على ماضينا السياسي من مقعدات،، ينبغي أن يكون بناء الإقتصاد وتعزيز المنظومة الأمنية و تاهيلها بمكوناتها كافة. وتوحيد الجيش تحت قيادة واحدة، وعقيدة عسكرية وقتالية موحدة،،وانهاء تجربة الفصائل والحركات المسلحة،إلى غير رجعة،اتعاظا بما جلبته من مرارات أليمة،، وأن يكون هذا النهج، من أولى الأولويات. ذلك ان وطننا المحسود هذا،، لابد أن تحرسه قوة عسكرية موحدة ضاربة محكومة بالقانون والدستور.. تحمي القيم والموارد والثروات.
ثامنا..ان نطهر صفوفنا من شراذم العمالة والخيانة من المنتفعين الوشاة الدناة الذين كشفت الحرب سوءآتهم وغدرهم بالأهل والأعيان.. وأمن البلاد وسلامة الإنسان.
*واخيرا تبقى العودة الي الذات ومراجعة النفس،والاعتراف بالاخر والاقلاع عن كل المقعدات،، هي معبدات الطريق إلى بناء وطن قوي ناهض،، مستقر آمن،،
متقدم متطور،، خال من (العاهات).ذلك أن إعمار النفوس، اقسى واشق من إعمار الديار.
والله من وراء القصد.