وطن الإعلامية – الثلاثاء 7-1-2025م:
-بدأت خدمات الإتصالات السلكية واللاسلكية فی بلادنا منذ العام ١٨٩٧م وكانت مملوكة للحكومة. وكانت لا تتمتع إلَّا بقدر ضئيل أو معدوم من الإستقلال التشغيلی أوالمالی،وظلت حالة قطاع الإتصالات في البلاد سيئة للغاية حتى عام ١٩٩٤م وحتَّیٰ ذلك الوقت،كان السودان يقبع فی خانة أدنى معدلات الإنتشار بنسبة تبلغ (0.23%) هذا بالمعايير الإقليمية.
-ولكن حكومة الإنقاذ الوطنی١٩٨٩م
جاءت ببرنامج الإنقاذ الإقتصادی الثلاثی السنوات (1990-1993)، الذي إعتمدته حكومة الإنقاذ،وشدد علی دور الإتصالات في عملية التنمية الإجتماعية والإقتصادية ودعیٰ إلىٰ إزالة البيئة الإحتكارية فی قطاع الإتصالات وإتباع سياسة الخصحصة وإشراك القطاع الخاص،
فكانت بداية هذه الطفرة غير المسبوقة،وأصبح التلفون فی كل مكان (الله لا كَسَّب الكيزان!!) ورحم الله (عبدالعزيز عثمان) المدير الذی أسس لهذه النهضة،رحمة واسعة،فقد إنتقل إلیٰ رحاب الله هذا الأسبوع.
-كان الإتصال الهاتفی بين المدن أو الجهات التی وصلتها خطوط البريد والهاتف والتلغراف،يحتاج إلی عامل الكبانية،كوسيط للتوصيل بين الطرفين، وتحسب المكالمة بالدقيقة،ومدة المكالمة(دقيقتين) فإذا إنتهت المدة تدَّخل عامل الكبانية لإبلاغ المتكلم بانتهاء المدة،وله أن يطلب مدة ثانية إذا أراد،(وكلو بِی تَمَنُو)!! وبالطبع يستمع عامل الكبانية للمحادثة علی كل حال
(كانت التلفونات فقط فی السوق لدیٰ بعض تجار الجملة، وفی بعض مكاتب الحكومة) ونادراً ماتكون فی البيوت!!
-حكیٰ المشير البشير-فكَّ الله أسره- إنَّه تقدم بطلب خط تلفون لمنزلهم فی حی كوبر، بعد تخرجه من الكلية الحربية برتبة ملازم ثانٍ،وسدد قيمة الأعمدة المطلوبة والسلك،لمصلحة البريد والبرق والهاتف،ولم تصلهم الخدمة إلا بعد بلوغه رتبة العقيد أ.ح. !! وفی حادثة أخری إضطر للذهاب إلیٰ موقف شندی لإرسال رسالة شفوية اْو خطية مع أحد المسافرين لإبلاغ الأسرة فی حوش بانقا بخبر وفاة والدة الفريق عبد العزيز عبدالله بخيت،بالقاهرة عام ١٩٨٩م
إذ لم يكن الإتصال بين الخرطوم وشندی مُتاحاً،بل وحتَّیٰ بين مدن العاصمة المثلثة كان الإتصال عسيراً
فصار اليوم ميسوراً بكل دول العالم بالصورة والصوت والرساٸل النصيِّة (الله لا كَسَّب الكيزان) !!
-وقد يقول قاٸل من القراء الكرام فی نفسه ما علاقة كل هذه المقدمة بالمبادرة التركية(الإماراتية)!!؟؟ والتی يدور الحديث عنها ولم يطَّلِع الناس علی تفاصيل هذه المبادرة إلَّا أن البند الأول فيها هو(أن يسحب السودان شكواه لدی مجلس الأمن الدولی ضد الإمارات)بسبب دعمها لملي شيا آل دقلو الإره ابية التی تخوض حرباً مدمرة علی المدنيين والأعيان المدنية والبنية التحتية فی السودان،وقد إشتملت المبادرة علی بعض المغريات المادية،كما تناهیٰ إلی سمعنا،ولن نخوض فی تفاصيل بنود المبادرة التی نقلها خطيِّاً ناٸب وزير الخارجية التركی، وكل ما نعلمه( إنَّ برهان الدين قابل البرهانَ)ونعلم إنَّ تركيا دولة حسنة النية تجاه السودان، ولكنَّ الطريق إلیٰ جهنم محفوف بالنوايا الحسنة!! كما نعلم أن البرهان (تفتيحة) وهو بيسمع الداير يسمعوا، وما عنده رِيالة،مبلله سَدْرُو !!
-علی ايام الكبانية فی ذلك الزمان،إتَّصل واحد من بلد بعيد بقريبه التاجر بواسطة الكبانية،وبدأت المكالمة بالسلام والمطايبة والسٶال عن الأهل،وكان الصوت جيداً جداً،حتی قال المتكلم للتاجر: ياعمی عاوز لی عشرة جنيه سلفية!! فبدأ التاجر ينفخ فی السماعة اوووف اوووف الووو قلت شنو!! الصوت كعب،ما سامع أوووف أوووف،،وهنا تدخَّل عامل الكبانية وقال له بيقول ليك عاوز عشرة جنيه سلفية. فقال التاجر لعامل الكبانية بكل برود:-إنتَ سامعو؟ فقال العامل:- أيوا سامعو.
فقال له التاجر:-خلاص أدِّيهو إنتَ.!!
-كده افتكر الرسالة وصلت. مع كل التقدير والإحترام لتركيا رٸيساً وحكومةً وشعباً.
-النصر لجيشنا الباسل.
-العزة والمنعة لشعبنا المقاتل.
الخزی والعار لأعداٸنا،وللعملاء، ولدويلة mbz أو wuz.
-وما النصر إلا من عند الله.
-والله أكبر،ولا نامت أعين الجبناء.